كبار خبراء تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يتعهدون رسمياً بعدم تطوير “الروبوتات القاتلة”

تساهم أنظمة الذكاء الاصطناعي (AI) بالقدرة على إنقاذ الأرواح من خلال التنبؤ بالكوارث الطبيعية ، تشخيص الأمراض الفتاكة و كذلك تسريع البحوث العلمية. و لكن في نفس الوقت لديها القدرة على التسبب في قتل الأبرياء و اتخاذ قرارات غير صائبة.

كما أن الجهود المبذولة لتصميم “الروبوتات القاتلة” وهي الأسلحة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لاتخاذ القرارت بنفسها تتسارع بوتيرة كبيرة  في العديد من بلدان العالم المتقدمة تكنولوجياً.

أمس الأربعاء (19 يوليو) و خلال المؤتمر الدولي المشترك حول الذكاء الاصطناعي (IJCAI) لعام 2018 ، أصدر معهد مستقبل الحياة (FLI) و هو منظمة غير ربحية تركز على استخدام التكنولوجيا من أجل تحسين الحياة الإنسانية : تعهدًا ينتقد تطوير أسلحة روبوتية متطورة ويدعو الحكومات إلى منعها.

و تعهد العديد من الباحثين والمهندسين البارزين في مجالات الروبوتات و الذكاء الاصطناعي ،  بعدم تطبيق بحوثهم في مشاريع تطوير “الروبوتات القاتلة” .

وتأتي هذه الخطوة في وقت تواجه فيه شركات التكنولوجيا الرائدة معضلة داخلية حول تطوير الذكاء الاصطناعي للاستخدام العسكري.

وقال “ماكس تيغمارك” مدير معهد (FLI) في بيان صحفي : “إن أنظمة الذكاء الاصطناعي لديها إمكانات هائلة لمساعدة العالم إذا لم نسئ استخدامها” ، “إن أسلحة الذكاء الاصطناعي التي تقرر بشكل مستقل تماما قتل الناس هي مقززة و فتاكة مثل الأسلحة البيولوجية ، وينبغي النظر اليها و التعامل معها بالطريقة نفسها”.

ووقع على التعهد أكثر من 170 منظمة و 2464 من  الرواد و الباحثين و الفاعلين في عالم التكنولوجيا، ملتزمين : “بعدم المشاركة في دعم تطوير أو تصنيع أو المتاجرة أو استخدام الروبوتات القاتلة “.

و تشمل قائمة الموقعين على التعهد : “ايلون ماسك” مؤسس (OpenAIو تسلا و سبيس إكس) ، بالإضافة الى “جان تالين” مؤسس (سكايب) ، و الباحث في الذكاء الاصطناعي “ستيوارت راسل”.

كما وقّع كل من (Demis Hassabis و Shane Legg و Mustafa Suleyman) المؤسسين الثلاثة لشركة  “ديب مايند” التابعة لغوغل . يتعبر “ديب مايند” هو أكبر فريق بحثي في “غوغل” ، وقد تعرضت الشركة مؤخرا لإنتقادات حول عملها مع وزارة الدفاع الأمريكية.

و أوضح “جان تالين” لموقع “Gizmodo” أن الأسلحة التي لا تتطلب مشغلين بشريين هي “أداة مثالية” للمخربين والدول التي تضطهد شعوبها. وقال: “بحكم التعريف ، فإنهم لا يحتاجون إلى الكثير من القوى البشرية ، ومن المرجح أن يكون من الصعب تقدير استخدامهم لهذه التكنولجيا (تمامًا مثل الهجمات الإلكترونية التي يصعب التكهن بها اليوم)”.

و في شهر مايو ، استقال حوالي 12 موظفًا في “غوغل” الشركة بسبب مشروع “مافن” التابع للجيش الأمريكي وهو برنامج يستخدم الذكاء الاصطناعي لتشغيل الطائرات بدون طيار . وقد وقع حوالي 4000 موظف آخر على عريضة تطالب الشركة بوقف مساهمتها في البرنامج.

و بعد أسابيع من ذلك تعهدت “غوغل” بأنها لن تجدد عقدها مع وزارة الدفاع الأمريكية في المشروع ، وفي وقت لاحق ، أصدرت إرشادات جديدة حول قواعد تطويرها لأنظمة الذكاء الاصطناعي ، بما في ذلك فرض حظر على بناء أسلحة روبوتية.

Screenshot_20

هذه ليست المرة الأولى التي يجتمع فيها خبراء الذكاء الاصطناعي للتوقيع على تعهد ضد تطوير الروبوتات القاتلة . ومع ذلك ، فإن هذا التعهد يتميز ببعض الإضافات الجديدة و الأسماء كبيرة في مجال الذكاء الاصطناعي.

لكن الكثير يرى أن هذا غير كافي و حتى إذا وافقت جميع دول العالم على حظر الأسلحة الروبوتية الفتاكة ، فإن ذلك لن يوقف بالضرورة الأفراد أو حتى الحكومات من الاستمرار في تطوير الأسلحة في السرية.

و قال الموقعون : “الذكاء الاصطناعي (AI) مهيأ للعب دور متزايد في الأنظمة العسكرية و هناك فرصة وضرورة عاجلة للمواطنين وصانعي السياسات والقادة للتمييز بين الاستخدامات المقبولة وغير المقبولة لهذه التكنولوجيا المستقبلية”.

مضيفين : ” نحن الموقعون أدناه ، ندعو الحكومات والقادة الحكوميين إلى خلق مستقبل بقواعد ولوائح وقوانين دولية قوية ضد الأسلحة الروبوتية الفتاكة.  و في مناصبنا الحالية ، نختار أن نلتزم بمعايير عالية: حيث لن نشارك أو نؤيد تطوير أو تصنيع أو تجارة أو استخدام الروبوتات القاتلة . و نطلب من شركات التكنولوجيا والمنظمات ، وكذلك القادة وصانعي السياسات وغيرهم من الأفراد ، الانضمام إلينا في هذا التعهد”.

و في سبتمبر الماضي طالب 116 خبيرًا ، من بينهم “ايلون ماسك” و الباحث في قسم الذكاء الاصطناعي لغوغل ، مصطفى سليمان ، من الأمم المتحدة حظر هذه الأسحلة الفتاكة ، واصفين إياها بـ “أسلحة الإرهاب”. وحذر الخبراء من أنه “ليس لدينا وقت طويل للتحرك بشأن هذا الأمر”.

كما أشار الموقع إلى أن 26 بلداً قد أقرت أيضاً حظراً على أنظمة الأسلحة الروبوتية القاتلة وهي : الجزائر والأرجنتين والنمسا وبوليفيا والبرازيل وشيلي والصين وكولومبيا وكوستاريكا وكوبا وجيبوتي وإكوادور ومصر وغانا. وغواتيمالا والفاتيكان والعراق والمكسيك ونيكاراغوا وباكستان وبنما وبيرو وفلسطين وأوغندا وفنزويلا وزيمبابوي.

في شهر أبريل ، نشرت مجموعة من الباحثين والمهندسين من “مركز التأثير للذكاء الاصطناعي و الروبوتات” رسالة تدعو إلى مقاطعة المعهد الكوري المتقدم للعلوم والتكنولوجيا (KAIST) ، الذي اتهموه بالعمل مع شركة الدفاعات الصاروخية “Hanwha Systems” على تطوير الذكاء الاصطناعي للأنظمة العسكرية.

في نوفمبر 2017 ، قام أكثر من 300 عالم كندي وأسترالي بصياغة رؤساء الوزراء “جاستين” ترودو و “مالكوم تيرنيل” يحثونهم فيها على فرض حظر على الأسلحة الروبوتية . وفي عام 2015 ، وقع كل من “ايلون ماسك” و “ستيف ووزنياك” و الراحل ” ستيفن هوكينغ” و الكثير من رواد التكنولوجيا في معهد مستقبل الحياة (FLI) لدعم تشريعات لحظر هذه الأسلحة.

وبرغم كل هذا ، يبدو ان نداءاتهم تصطدم بآذان صماء . ففي العام الماضي ، سعت دول مثل الهند وشيلي والصين وروسيا إلى استخدام الدبابات ذاتية القيادة والطائرات وروبوتات الاستطلاع وأنظمة الصواريخ القائمة على الذكاء الاصطناعي و كذلك الطائرات بدون طيار .

وفي الولايات المتحدة ، تسعى الوكالات الفيدرالية بما في ذلك وزارة الدفاع ووزارة الأمن الداخلي ، إلى تحديث برامجها باستخدام تقنيات تعلم الآلة. (كما يصادق دليل قانون الحرب الصادر عن وزارة الدفاع الأمريكية صراحة على استخدام الأنظمة المستقلة في القوات المسلحة).

يمكن قراءة النص الكامل و الاطلاع على قائمة الموقّعين هنا.

“جوجل” تتصدر سباق صفقات الإستحواذ على الشركات الناشئة في مجال الذكاء الاصطناعي

المصادر :12

3 تعليقات

    التعليقات معطلة.