المنتدى الاقتصادي العالمي : الأتمتة الذكية ستستحوذ على نصف مهام العمل بحلول عام 2025

كشف تقرير جديد للمنتدى الاقتصادي العالمي ان الآلات ستتفوق على البشر من حيث أداء مهام أكثر في مكان العمل بحلول عام 2025 ، لكن التقرير نفسه أشار الى إن تقنيات مثل الذكاء الاصطناعي والروبوتيات و الطب الدقيق يمكن أن تخلق وظائف أكثر مما تهدد.

و في دراسة شملت مجموعة من التنفيذيين والمتخصصين في 12 صناعة ، نُشرت اليوم الاثنين ، خلص المنتدى الاقتصادي العالمي إلى أن ما يسمى “الثورة الصناعية الرابعة” يمكن أن يخلق 133 مليون وظيفة على مستوى العالم ، في حين قد يتم التضحية بأكثر من 75 مليون عامل.

وقالت “سعدية زاهدي” ، رئيسة مركز الاقتصاد والمجتمع في المنتدى الاقتصادي العالمي ، إن الشركات لديها : “حتمية أخلاقية واقتصادية” للاستثمار في إعادة التدريب والتعليم المستمر لموظفيها. وقالت: “من دون أساليب استباقية ، قد تخسر الشركات والعمال”.

هذا التقرير هو الأحدث في سلسلة من الجهود التي يبذلها الأكاديميون والاستشاريون والحكومات لتقييم تأثير التكنولوجيات الجديدة على سوق العمل . حيث ان الدراسات السابقة ، بما في ذلك التي جاءت من قبل المنتدى الاقتصادي العالمي ، توقعت عموماً أن الأتمتة ستستحوذ على المزيد من الوظائف أكثر مما تخلق.

غير أن نطاق الاستحواذ المتوقع للتكنولوجيا يختلف اختلافاً هائلاً بين المجموعات البحثية. وقد أفرزت دراسة قام بها بنك إنجلترا في عام 2015 بعض الأرقام الأكثر سلبية ، حيث توقعت أن ما يصل إلى 80 مليون وظيفة في الولايات المتحدة و 15 مليون وظيفة في المملكة المتحدة يمكن أن تتحول الى الأتمتة بحلول عام 2035.

ومن المتوقع أن تؤدي الآلات حوالي 42 في المائة من جميع المهام الحالية في مكان العمل بحلول عام 2022 ، مقارنة بنسبة 29 في المائة فقط الآن ، وفقاً للشركات التي شملها الاستطلاع . من المتوقع أن يعمل البشر بمعدل 58 في المائة من ساعات العمل بحلول عام 2022 ، بزيادة عن ساعات العمل الحالية البالغة 71 في المائة.

كما أظهر تحليل أجرته شركة “PwC العالمية” ان الذكاء الاصطناعي والروبوتات وغيرها من تقنيات “الأتمتة الذكية” يمكن أن يعزز الإنتاجية ويخلق منتجات وخدمات أفضل. في حين أن بعض الوظائف سوف يتم إلغاؤها أو : “سيحدث تغير جوهري في طبيعتها” ، ومن جهة أخرى سيخلق هذا وظائف جديدة ، حيث سيكون التأثير الصافي على المدى الطويل إيجابيا للاقتصاد ككل.

كما أشار تقرير شركة استشارات الأعمال “ماكينزي” في ديسمبر الماضي الى أن الوظائف المفقودة والتي سيتم تغطيتها بواسطة التكنولوجيا متساويا مع أرقام الوظائف التي ستوفرها الثورة الصناعية الرابعة  بحلول عام 2030.

وفي آخر تحليل له ، قال المنتدى الاقتصادي العالمي إن تأثيرات الأتمتة الذكية قد تختلف اختلافاً كبيراً في جميع الصناعات ، و يتوقع أن تكون خسائر الوظائف أعلى في شركات التعدين ، المستهلك ، تكنولوجيا المعلومات ، في حين سيكون تأثيرها أقل في شركات الخدمات المهنية.

وقالت المؤسسة إن العديد من الوظائف الجديدة قد تكون أقل أمناً مما كانت عليه في الماضي ، حيث تتجه الشركات بشكل متزايد إلى المقاولين والمتعاقدين المستقلين. وقد حذرت من وجود فجوة كبيرة بين العاملين الحاليين في مجال المهارات وبين تلك التي قد تكون مطلوبة للأدوار الجديدة في المستقبل.

ويقدر التقرير أن أكثر من نصف الموظفين في الشركات الكبيرة يحتاجون إلى إعادة تدريب من أجل الاستفادة من الفرص الجديدة التي توفرها التكنولوجيا الرقمية. لكنه قال إن نصف الشركات تعتزم إعادة التدريب فقط على “الأدوار الرئيسية” ، وثلثهم فقط يقولون إنهم يخططون لإعادة تدريب العمال المعرضين للخطر.

استند تقرير المنتدى الاقتصادي العالمي إلى دراسة استقصائية شملت مسؤولي الموارد البشرية ، والمديرين التنفيذيين للاستراتيجيات والرؤساء التنفيذيين من أكثر من 300 شركة عالمية في مجموعة واسعة من الصناعات. تشغل أكثر من 15 مليون موظف في 20 من الاقتصادات المتقدمة والناشئة التي تمثل مجتمعة نحو 70٪ من الناتج المحلي الإجمالي العالمي.

اقرأ أيضا : 


كبار خبراء تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي يتعهدون رسمياً بعدم تطوير “الروبوتات القاتلة”

المصدر