القارة القطبية الجنوبية فقدت ثلاثة تريليونات طن متري من الجليد خلال الـ 26 سنة الماضية

بين عامي 1992 و 2017 ، فقدت القارة القطبية الجنوبية “أنتاركتيكا” أكثر من 3.3 تريليون طن متري من الجليد ، مما تسبب في ارتفاع مستويات البحار حول العالم بمعدل 8 ملم.

و تقول الدراسة الجديدة ان حوالي 40 ٪ من التناقص سجلت بين عامي 2012 و 2017 ، و من عام 1992 إلى عام 2012 ، خسرت القارة حوالي 84 مليار طن من الجليد سنوياً .

ويقول العلماء أنه إذا استمر معدل تسارع ذوبان الجليد على هذا النحو ، فمن المحتمل أن يؤدي هذا الى ارتفاع مستوى سطح البحر.

وتشير الدراسة الجديدة الى أن أكبر التغييرات قد حدثت في غرب أنتاركتيكا ، حيث تلتقي الصفائح الجليدية مع المحيطات الدافئة ، مما يؤدي إلى ذوبانها بسرعة أكبر.

وتخسر الآن أكبر كتلة جليدية في العالم أكثر من 240 مليار طن من الجليد كل عام أي زيادة بمقدار ثلاثة أضعاف عن أقل من عقد مضى. وقال العلماء ان ذوبان الجليد يحدث بسرعة كبيرة لدرجة أنه قد يتسبب في ارتفاع مستويات البحار بمقدار 6  إنشات بحلول نهاية هذا القرن.

و تعني الوتيرة المتسارعة للذوبان أن ارتفاع مستويات البحار قد يهدد المجتمعات الساحلية في وقت أبكر بكثير مما يتوقع العلماء. و ستكون أمريكا الشمالية ، ولا سيما الساحل الشرقي للولايات المتحدة أكثر المتضررين.

وقد وصفت الدراسة ، التي نشرت في المجلة العلمية Nature، بأنها أكثر التحاليل شمولية على الإطلاق حول التغيرات التي طرأت على الغطاء الجليدي لـ أنتاركتيكا . و شارك في البحث أكثر من 80 عالمًا من 44 منظمة دولية واستخدموا البيانات المأخوذة من عدة أقمار صناعية، بالإضافة إلى القياسات الجوية والبرية وعمليات المحاكاة بالكمبيوتر.

و قالت “إيزابيلا فيليكوجنا”، خبيرة دراسات الجليد حول القطب الجنوبي في جامعة كاليفورنيا “إيرفين” ، لصحيفة واشنطن بوست : “لقد أخذنا جميع التقديرات عبر جميع التقنيات المختلفة ، وحصلنا على هذا الإجماع” .

و صرح الباحث الرئيسي “أندرو شيبرد” من جامعة ليدز لـ NPR : أنه قبل عام 2012 ، كانت الخسائر الجليدية في القارة القطبية الجنوبية تساهم “بقيمة صغيرة نسبيا” في ارتفاع مستوى سطح البحر العالمي. ومنذ ذلك الحين ، ازداد معدل الذوبان بشكل كبير من متوسط حوالي 84 مليار طن في السنة بين 1992 و 2011 ، إلى أكثر من 241 مليار طن سنويا من عام 2012 إلى عام 2017.

و تابع “شبرد” : “الغطاء الجليدي يتراجع الآن بثلاثة أضعاف… إنها قفزة كبيرة ، وقد تفاجأنا جميعًا”، مضيفًا أن الارتفاع السنوي في مستوى سطح البحر المنسوب إلى أنتاركتيكا تضاعف ثلاث مرات بالمثل ، من 0.2 ملم إلى 0.6 ملم.

و قال “شيبرد” في مقابلة مع وكالة أسوشيتد برس: “من الممكن أن تضيف القارة القطبية الجنوبية وحدها حوالي نصف قدم إلى مستوى سطح البحر بحلول نهاية القرن”. وأشار إلى أن تغير المناخ هو السبب الوحيد المعقول لهذا الذوبان المتزايد للجليد.

ويحذر العلماء من أن الذوبان السريع لـ جليد أنتاركتيكا قد يعني أن الدول لديها الآن وقت أقل لاتخاذ إجراءات ضد تغير المناخ إذا كانت تأمل في حماية مجتمعاتها من ارتفاع مستوى سطح البحر.

و كشفت دراسة منفصلة ، نشرت أيضًا في  Nature هذا الأسبوع ، ان الحكومات ستحتاج إلى اتخاذ إجراءات في غضون العقد القادم لمنع أسوأ آثار لذوبان الجليد في القطب الجنوبي.

وقال الدكتور “إريك إيفينز” من مختبر الدفع النفاث التابع لوكالة ناسا في كاليفورنيا : “إن المدة المضافة لفترة المراقبة ، والمجموعة الأكبر من المشاركين ، والتحسينات المتنوعة في قدراتنا على الملاحظة ساهمت كلها في جعل هذه الدراسة أكثر شمولية حول توازن القارة القطبية الجنوبية “.

و قالت “إيزابيلا فيليكوجنا” ، أستاذة علوم نظم الأرض بجامعة كاليفورنيا “إرفين” ، و هي عالمة أبحاث بارزة في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا: “تساعدنا قياسات الجاذبية من المركبات الفضائية التابعة لـ ناسا والأكاديمية الألمانية للفضاء (DLR) على تتبع فقدان الجليد، وتظهر لنا البيانات المأخوذة من هذه الأقمار الصناعية أن المشكلة ليست موجودة فحسب ، بل إنها تتزايد مع مرور كل عام”.

علماء يلاحظون ارتفاع غامض في انبعاثات بعض المواد الكيميائية المحظورة المدمرة لطبقة الاوزون

المصدر