هل إنتهت مهمة المركبة الفضائية “أبورتيونيتي” بعد مرور أكثر من شهرين على دخولها في حالة سبات ؟

لقد مضى الآن أكثر من شهرين منذ أن أجرت وكالة ناسا آخر اتصال مع المركبة الفضائية “أبورتيونيتي” و التي لاتزال في حالة سبات تحت تأثير العاصفة الترابية الضخمة على سطح الكوكب الأحمر.

و كانت آخر إشارة أرسلت من “أبورتيونيتي” في 10 يونيو ، وهذا في وقت أصبح فيه الغبار في هواء الكوكب الأحمر كثيفًا لدرجة أن المركبة التي تعمل بالطاقة الشمسية لم تتمكن من إعادة شحن بطارياتها. و يعتقد علماء المهمة أن الروبوت ذي الستة عجلات قد وضع نفسه في وضع السبات ، وما زالوا يأملون في الحصول على إتصال منه عندما تتلاشى العاصفة الترابية.

و تظهر هذه العواصف الترابية مرة كل عامين و تحيط بالكوكب في ضباب أحمر لكن ناسا قالت إن هذه كانت “واحدة من أشد العواصف” على الإطلاق.

وقال “ستيف سكواير” ، عالم الكواكب في جامعة كورنيل و العالم الرئيسي في البعثة : “هذه أسوأ عاصفة يشهدها المريخ من أي وقت مضى ، و نحن نفعل ما بوسعنا و نتمسط دائما بأمل حدوث الأفضل”.

تم إطلاق المركبة الفضائية التي تماثل حجم عربة الغولف نحو المريخ في يونيو 2003 ، و قد هبطت في يناير 2004 ، وكان من المفترض أن تستمر مهمتها ثلاثة أشهر، الا أنها لاتزال تعمل منذ 15 عامًا حيث قطعت أميال ماراثونية عبر سطح الكوكب بالإعتماد على الطاقة الشمسية.

لماذا تهدد العاصفة الترابية أبورتيونيتي ؟

Screenshot_19.jpg

لم تحجب هذه العاصفة الضوء فقط عن الألواح الشمسية الخاصة بالمركبة الفضائية ، بل قامت أيضًا بتغليفها بطبقة من الغبار . وقد تسبب هذا في تعطيل قدرتها على تخزين واستخدام الطاقة الكهربائية.

كما ان الطقس البارد الذي يتميز به المريخ و الذي تنخفض فيه درجات الحرارة في فصل الشتاء إلى 37 درجة مئوية تحت الصفر بالقرب من خط الاستواء ، يمكن أن يؤثر على الأجزاء المعدنية في الدوائر الإلكترونية.

كما أن الكمية القليلة من المواد النووية “بلوتونيوم 238” و التي تساعد في الحفاظ على تدفئة الدارات الكهربائية في المركبة ، لكنها لا تدوم إلى الأبد و هي معرضة للتحلل بشكل كبير لذا فهي لا تستطيع المساهمة بما يكفي لحماية أنظمة المركبة بالكامل.

و هذا يعني أن “أبورتيونيتي” لا تزال بحاجة إلى كهرباء للحفاظ على شحن البطارية ، وتشغيل أنظمة الدارات، أو حتى ما يأمله العلماء وهو الإتصال بالأرض.

كما أن استنزاف البطاريات يمثل مشكلة أيضًا. وكلما طال أمد عدم نشاطها انخفضت سعة تخزينها. و تقول ناسا أنه إذا لم تهدأ العاصفة قريبًا ، ولم تنزع الرياح المريخية الغبار عن الألواح الشمسية ، فإن هناك احتمالًا أن تفسد البطاريات أو ينخفض جهدها فجأة.

و إذا حدث ذلك ، أو لم تتمكن المركبة من استعادة مجموعة متنوعة من “أنماط الأعطال” ، فإن الفرصة ستنضم إلى سابقتها المركبة الفضائية “سبيريت” و التي توقفت عن التواصل مع وكالة ناسا في مارس 2010 ، خلال فصل الشتاء في المريخ. حيث حاول المهندسون استعادة الاتصال مع “سبيريت” لأكثر من عام قبل أن يعلنوا انتهاء مهمتها.

المركبة مزودة بثلاث “أنماط أعطال” عندما تواجه مشكلة وهي : إنخفاض في الطاقة يؤدي إلى الدخول في وضع السبات إلى أن تحصلى على ضوء أكثر للسماح لها بإعادة الشحن ؛ و خطأ الساعة ، والذي قد يحدث إذا لم تعرف المركبة التوقيت ، مما يتسبب في حدوث خلل في الاتصال ، والذي يحدث عندما تمر فارة طويلة دون الحصول على اشارة من الأرض ، مما يجعلها تتحقق من معداتها و تعمل على تجربة طرق بديلة للتواصل مع الأرض.

وكتب مسؤولو ناسا: “يمكن أن تكون بطاريات المركبة قد أفرغت الكثير من الطاقة – وبقيت غير نشطة لفترة طويلة – لدرجة أن قدراتها قد انخفضت”. “إذا لم تكن تلك البطاريات قادرة على تحمل الكثير من الشحنات ، فقد تؤثر على عمليات المركبة المتواصلة. ويمكن أن تعني أيضًا أن سلوك استنزاف الطاقة ، مثل تشغيل سخاناتها خلال فصل الشتاء ، قد يتسبب في تعطل البطاريات”.

الآن : الأخبار الجيدة

Screenshot_20.jpg

قالت ناسا في بيان صحفي يوم 16 أغسطس أن “هناك سبب للتفاؤل” ، حيث يبدو أن العاصفة بدأت تضعف .و قد يعني هذا أن ما يكفي من ضوء الشمس قد يصل قريباً للألواح الشمسية و التي ستعمل على شحن بطاريات المركبة للإتصال يالأرض و إكمال رحلتها.

وقالت الوكالة أيضا أن البطاريات كانت في حالة عمل “جيدة نسبيا” قبل العاصفة ، لذلك “ليس من المرجح أن يكون هناك الكثير من التدهور”. كما أن العواصف الترابية تساعد أيضًا إلى رفع درجة الحرارة، مما يساعد على وقاية “أبورتيونيتي” من البرد القاتل.

وتعد هذه واحدة من أطول الفترات التي دخلت فيها المركبة في وضع السبات للحفاظ على الطاقة.

و يتتبع العلماء الآن كمية الغبار في الغلاف الجوي المريخي باستخدام مقياس التعتيم المسمى “tau”. و الذي كلما انخفض سمكه ، كلما كان الجو أكثر ملاءمة .

وقال أعضاء فريق المهمة إن مقياس “tau” يجب أن يكون عند 2.0 كي تحصل المركبة على ما يكفي من أشعة الشمس للبدء في شحن بطارياتها . وأضافوا أنه خلال الأسبوع الماضي أو نحو ذلك ، تراوحت قيمة “tau”  المقدرة في منطقة “إنديفور كريتر” من حوالي 2.1 إلى 2.5.

و يعمل المهندسون الآن على محاولة التواصل مع المركبة عدة مرات في الأسبوع باستخدام شبكة الفضاء “ديفا” التابعة لناسا ، وهي نظام من التلسكوبات الراديوية الكبيرة في جميع أنحاء العالم.

المركبة الأخرى الموجودة الآن على سطح الكوكب الأحمر هي : “كوريوسيتي” التابعة لوكالة ناسا و هي تعمل بالطاقة النووية وبالتالي تعتبر أقل تأثراً بالعواصف الترابية.

و قد أطلقت ناسا في مايو الماضي مركبة هبوط أخرى تسمى “إنسايت” في مهمة لدراسة أعماق المريخ ،  و من المتوق أن تصل المركبة الى وجهتها في 26 نوفمبر المقبل حيث ستقضي عامين على الأقل في دراسة البنية والتركيب الداخلي للكوكب الأحمر.

علماء يكتشفون طبقة عملاقة من المياه الجوفية السائلة على سطح المريخ

المصدر