أعلنت شركة “آي بي ام” عن مشروعها الجديد لتوسيع جهود تطوير تكنولوجيا الحوسبة الكمومية وذلك بإضافة العديد من الشركات الناشئة من جميع أنحاء العالم إلى شبكتها “IBM Q”.
وتضم قائمة الشركاء الجدد التي أعلنت عنها “آي بي إم” في حدثها الخاص في بالو ألتو ، كاليفورنيا مجموعة من الشركات الناشئة مثل: Quantum Benchmark ، و 1Qbit ، Zapata ، و Strangeworks ، و QC Ware ، و Q-CTRL ، و QxBranch ، و Cambridge Compute Computing.
وبهذا تضع “آي بي إم” نفسها كفاعل رئيسي في تأسيس عصر الحوسبة الكمومية التجارية. و تؤمن الشركة أنه لكي يتم توسيع استخدام الأجهزة الكمومية فإن البحوث تعد أمرا غير كافي ، و يجب أن يكون هناك نظام أكثر شمولا يضم العديد من الشركاء.
و أوضح “جيف ويلسر” ، الباحث في “آي بي إم” خلال مشاركته في الحدث : “سوف يساعد الإنضمام الى الشبكة هذه الشركات الناشئة على تشغيل التجارب والخوارزميات على أجهزة الحواسب الكمومية من آي بي إم”.
و أضاف : “بالإضافة إلى ذلك ، ستتاح الفرصة للشركات الناشئة للتعاون مع باحثي الشركة والمشاريع الصغيرة والمتوسطة التقنية في التطبيقات المحتملة ، بالإضافة إلى مؤسسات شبكة “IBM Q” الأخرى”.
تم إطلاق شبكة “IBM Q” في شهر ديسمبر بالشراكة مع كل من القطاعين الصناعي والأكاديمي والحكومي ، بما في ذلك جي بي مورغان و دايملر و سامسونج و هوندا بالإضافة الى جامعتي أكسفورد و ملبورن و العديد من المؤسسات الأخرى .
و كانت تكنولوجيا الحوسبة الكمومية موضوعًا رئيسيًا في مؤتمر “IBM Think” الذي عقد في لاس فيغاس في الشهر الماضي ، حيث شارك عدد من المتحدثين المميزين جدولًا زمنيًا متفائلاً لإنشاء تطبيقات قابلة للاستخدام ومشاريع تجارية.
وقال “أرفيند كريشنا” ، نائب الرئيس الأول في شركة “هايبريد كلاود” ، ومدير “آي بي أم” للأبحاث ، إنه يعتقد أن شركة “آي بي إم” ستطور أجهزة بميزات كمومية عملية خلال خمس سنوات ، وأنها ستقوم ببناء آلات مخصصة لهذا الغرض في غضون ثلاث إلى خمس سنوات.
و أشاد “كريشنا” بعصر قادم من الحوسبة الكمومية العملية. وقال خلال كلمته : “ستساعدنا الحواسب الكمومية في حل المشكلات التي لا يمكن لأجهزة الكمبيوتر التقليدية حلها، في مجالات مثل المواد والأدوية واللوجستيات والمخاطر المالية”.
و تتميز “آي بي إم” بنظامها المتقدم في المشهد الضيق للمنافسين في تكنولوجيا الحوسبة الكمومية ، بما في ذلك جوجل و إنتل و مايكروسوفت و بعض الشركات الناشئة “D-Wave و Rigetti”.
و لدى “آي بي إم” حاليا مجموعة من ثلاثة أجهزة كمبيوتر كمومية نموذجية و التي أصبحت متوفرة من خلال شبكتها السحابية ، والتي شهدت خلال عامين فقط 80 ألف مستخدم . و توفر آي بي إم أنظمة كمومية بقدرة 5 و 16 بت كمومي عبر منصة “Q Experience” ، و نظام أكبر من بقدرة 20 بت كمومي لشركاء شبكة “IBM Q”. كما نجحت الشركة في بناء معالج بقدرة 50-بت كمومي يعمل بنظام التشغيل الأولي والذي سيتم توفيره في الجيل القادم من أنظمة “IBM Q”.
يتمثل الهدف من شبكة “IBM Q” في تطوير التطبيقات العملية للأعمال و العلوم ، وفي نهاية المطاف الدخول في عصر الحوسبة الكمومية التجاري. و يقول “أنتوني أنونزياتا” المدير المشارك في الشبكة : “سنخرج من هذا العصر الانتقالي وندخل عصر الميزات الكمومية عندما ندير أول تطبيق تجاري”.
و من خلال إتاحة الأجهزة لمجتمع أوسع ، تقوم شركة “آي بي إم” بتطوير البرمجيات و النظام البيئي للمستخدمين. و شدد “أنونزياتا”على أهمية تعليم وإعداد المستخدمين عبر المؤسسات لعصر الحوسبة الكمومية. وقال: “لا يهم مقدار ما يمكن أن نستخلصه” ، فالحوسبة الكمومية تختلف عن خبراتنا و يتطلب الأمر عقلية ومهارة مختلفة لبرمجة حاسوب كمومي ، وخاصة للاستفادة منه “.
و من جهة أخرى أكدت شركة “آي بي إم” انضمامها الى منظمة خاصة غير هادفة للربح تسمى مؤسسة “سوفرين” التي تسعى لبناء نظام عالمي لامركزي للهوية يعتمد على تقنيات بلوك تشين.
وقال “فيل ويندلي” رئيس مؤسسة “سوفرين” لرويترز في مقابلة ان شركة آي بي إم ستنضم الى المؤسسة غير ربحية كشريك تأسيسي في انشاء شبكة هوية رقمية للأفراد والشركات.
وقالت “ماري ويك” ، المديرة العامة لشركة “آي بي إم بلوك تشين” في البيان الرسمي: “من خلال شراكتنا مع “سوفرين” ، يمكن لشركة آي بي إم مساعدة الأفراد والمؤسسات على تسريع تبني معايير الهوية ذات السيادة الذاتية باعتبارها مكونا حيويا للإشراف على البيانات المسؤولة”.
و تعتزم “سوفرين” استخدام تقنيات بلوك تشين لخفض التكاليف للشركات والمصارف في محاولة لتعزيز تقنيات الأمن السيبراني لحماية أوراق اعتماد البيانات الداخلية والخارجية. و في عام 2017 تم اختراق 2.9 مليار سجل من “حوادث أمنية مختلفة ” حسب تصريح الشركة.
اقرأ أيضا : مايكروسوفت تحقق قفزة نوعية في أبحاثها لتطوير تكنولوجيا الحواسيب الكمومية
تعليقان
التعليقات معطلة.