كشفت العديد من الشركات الناشئة خلال العقد الماضي عن خططها الطموحة لإطلاق مشاريع السياحة الفضائية التجارية، مدفوعة بانخفاض تكاليف الإطلاق و تدفق رأس المال الاستثماري ، و منذ عام 2015 جذبت شركات الفضاء الناشئة استثمارات قيمتها 7.9 مليار دولار ، وفقا لشركة “برايس” للإستشارات.
و في الأسبوع الماضي، انضمت شركة “أرويون سبان” الناشئة إلى كل من “فيرجن غلاكتيك” و “أكسيوم سبايس” من خلال الكشف عن محطة فضاء نموذجية تسمى “محطة أورورا” لرحلات الفضاء و التي يمكن أن تستمر حتى 12 يومًا.
و حسب ماكشفت عنه الشركة فإن الفندق الفضائي الذي يطلق عليه اسم “محطة أورورا” سيتسع لستة أشخاص في كل مرة بالإضافة إلى اثنين من أفراد الطاقم ، والذي سيدور في المدار الارضي المنخفض على ارتفاع 200 ميل.
وتطمح “أوروين سبيس” لإطلاق أول فندق فضائي في أواخر عام 2021 لجذب أغنى أغنياء العالم و هي الفئة المستهدفة في هذا المشروع بالنظر الى قيمة رحلة العمر التي تقدر بحوالي 9.5 مليون دولار للشخص الواحد ، أو حوالي 791،666 دولارًا لليلة الواحدة في رحلة تمتد الى 12 يوم.
وقال المؤسس و الرئيس التنفيذي للشركة “فرانك بانغر” لوكالة بلومبيرغ : “نحن نبيع تجربة العيش كرائد فضاء” ، مضيفا : “أعتقد أن هناك أشخاصًا مستعدين للدفع مقابل هذه التجربة”.
و سيحتاج الضيوف المحتملين إلى الخضوع لنظام تدريبي لمدة ثلاثة أشهر قبل البدء ، بدءاً من الدورات التدريبية على الإنترنت والتقدم بعد ذلك للتدريب العملي على الطوارئ في مقر الشركة في هيوستن.
و تقول الشركة إنها “اتخذت ما كان يُعد نظام تدريب لمدة 24 شهرًا لإعداد المسافرين لزيارة إحدى المحطات الفضائية و تقليصها إلى ثلاثة أشهر ، بجزء بسيط من التكلفة”.
سوف تكون المركبة الفضائية بحجم طائرة خاصة حيث ستتيح للمقيمين تجربة انعدام الجاذبية ومشاهدة شروق الشمس 16 مرة في اليوم الواحد و كذلك المشاركة في التجارب البحثية.
لا تمتلك “أوروين سبيس” عقدًا بعد مع مزود الإطلاق ، و هو ما يطرح التساؤلات حول الجدول الزمني للمشروع. و اقترح المحللون في بلومبرغ أن هذا الإعلان قد يكون محاولة لجذب الدعاية والتمويل ، بدلاً من الخطوط العريضة لإطار زمني واقعي.
المدراء التنفيذيون في الشركة هم موظفون سابقون في ناسا و الذين عملوا في محطة الفضاء الدولية. و قال “فرانك بانغر” أن تصميم “محطة أورورا” سيعمل مع تصميمات التشغيل الحالية مثل تلك التي تستخدمها شركات “سبيس اكس و آريان سبيس و إئتلاف الإطلاق المتحد . كما اقترح إمكانية عقد شراكة مع وكالة فضاء حكومية.
هذا و لم تكشف الشركة عن المبلغ الذي تخطط لجمعه لتمويل المشروع ، ولكن “بانغر” تنبأ بأن التكاليف ستنخفض بسرعة في المستقبل القريب.
تطلب “أوروين سبيس” حاليا من المهتمين بحجز مقاعد بإيداع مبلغ 80 ألف دولار ، قابل للاسترداد بالكامل و قد بدأت الشركة في قبول الدفعات يوم الخميس الماضي على موقعها الإلكتروني.
و ماذا عن بقيتنا؟
في مقابلة مع صحيفة تلغراف في عام 2016 ، كان رائد الفضاء في وكالة ناسا “دون توماس” ، الذي أمضى 44 يومًا في الفضاء ، متفائلاً بشأن إنخفاض الأسعار قائلا: “أعتقد أنه في غضون عشر سنوات أو نحو ذلك ، سنرى رحلات إلى الفضاء مقابل 10 آلاف إلى 15 الف دولار”.
وعلى نفس المنوال ، يكشف إيلون ماسك مؤسس “سبيس إكس” كل مرة عن مشاريعه الطموحة بشأن السفر الى الفضاء بأسعار معقولة ، إلا أنه كان دائما يبدي إهتمامه بفكرة بناء مستعمرة على المريخ ، بدلاً من قضاء عطلة في فندق في الفضاء. حيث يعتقد ماسك أن الرحلة إلى المريخ لا تكلف أكثر من 200 ألف دولار و الذي لا يزال يعتبر مبلغًا كبيرًا.
اقرأ أيضا : “فيرجن غالاكتيك” تحقق أول اختبار ناجح لمركبتها الفضائية “VSS Unity” منذ عام 2014
تعليقان
التعليقات معطلة.