أصغر روبوت جراحي في العالم جاهز تقريباً لمساعدة الأطباء في غرفة العمليات

ابتكرت شركة “CMR Surgical” أصغر روبوت جراحي في العالم يدعى “Versius” ، و الذي سينضم قريباً إلى الأطباء في غرف العمليات الفعلية لمساعدتهم في بعض إجراءات العمليات الجراحية ، وفقًا لتقرير صحيفة “The Guardian”.

و قال “لوك هاريس” ، مدير التقنية في “CMR Surgical ” : “سنرى حاجز الإنسان/الآلة يتغير. و في نهاية المطاف سنصل إلى النقطة التي يمكن للجراح أن يقول فيها “ضع غرزة هنا من فضلك”… لكننا لا نزال في بداية الطريق”.

و تعمل “CMR Surgical” الآن على الحصول على الموافقة لـ “Versius” من قبل المنظمين في المملكة المتحدة للإنتقال من غرف البحث و التدريب الى داخل غرفة العمليات. و تأمل الشركة في اجتياز هذه العقبة التنظيمية قبل نهاية هذا العام.

يتكون الروبوت الجراحي من ثلاثة أذرع روبوتية ملحقة بوحدة متنقلة بحجم المقعد ، حيث يستطيع الجراح التحكم في الروبوت عن طريق لوحة التحكم ، ليقوم بتوجيه الأذرع أثناء قيامهم بإجراءات جراحة ثقب المفتاح (الجراحات التي تتم من خلال شقوق صغيرة في الجسم – أقل بكثير من العمليات الجراحية المفتوحة ، التي تتطلب شقوق أكبر بكثير).

وقد تم تصميم الروبوت لتنفيذ مجموعة واسعة من الجراحات ، بما في ذلك استئصال الرحم ، إزالة البروستاتا ، جراحة الأذن والأنف والحنجرة وإصلاح الفتق. و تدعي شركة “CMR Surgical” أن تكاليف استخدام الروبوت لن تكون أعلى بكثير من تكاليف جراحة ثقب المفتاح التقليدية.

غالباً ما يجد الأطباء أنفسهم في مواقف غير مريحة عندما يقومون بإجراء جراحات ثقب المفتاح باستخدام الأدوات اليدوية بالمنظار .و للحصول على الأدوات في المكان المناسب ، قد يحتاجون إلى ثني أجسادهم بزوايا مجهدة ، و ذلك لفترات طويلة من الزمن،  مما يعني تعرضهم لإصابات الإجهاد المتكررة (RSI) الشائعة كالظهر والركبة والرقبة.

سوف يتيح لهم الربوبوت الجراحي “Versius” تجنب هذه المواقف المؤلمة المحتملة عن طريق القيام بالإجراءات بدلا عنهم ، في حين يمكن للجراحين القيام بعملهم ببساطة عن طريق وحدة التحكم الخاصة.

أما بالنسبة للمرضى ، فإن جراحات ثقب المفتاح تتفوق بعدد من الفوائد على الجراحات المفتوحة. حيث أنها تقلل من فرص تطور الفتق بنسبة 50 في المائة ، كما تتطلب أقل من المسكنات ما بعد الجراحة ، وانخفاض معدلات الأعراض الجانبية. ومع ذلك ، لأن هذه الجراحات تتطلب مستوى عال من الخبرة الفنية ، فإنها غالبا ما يتم تجنبها لصالح العمليات الجراحية المفتوحة.

يمكن لـ “Versius” تغيير ذلك من خلال تدريب الجراحين في وقت قصير. و على سبيل المثال ، يحتاج الجراح عادةً إلى 60 إلى 80 ساعة من الممارسة لمعرفة كيفية ربط عقدة جراحية داخل المريض يدويًا من خلال تقنية ثقب المفتاح. مع “Versius” ، يمكن للجراح تعلم الإجراء في 30 دقيقة فقط. وهذا يمكن أن يزيد من عدد الأطباء المجهزين لإجراء جراحات ثقب المفتاح ، مما يجعل الإجراءات نفسها أكثر شيوعًا.

يجدر الاشارة الى ان “Versius” ليس هو الروبوت الجراحي الأول أو الوحيد. ومع ذلك ، فقد أصبحت هذه التكنولوجيا أسهل في الاستخدام وأكثر كفاءة. وقد نصبح في يوم من الأيام ، نعتمد عليها بنسبة كبيرة داخل غرف العمليات وهذا طبعا بعد موافقة الهيئات التنظيمية الاستخدام السريري للربوتات الجراحية.

و يقول “مارك سلاك” ، رئيس قسم أمراض النساء في مستشفى أدينبروك في كامبريدج ، والشريك المؤسس: “إن الغالبية العظمى من المرضى ، على الرغم من جميع مزايا جراحة الوصول إلى الحد الأدنى ، لا يزالون يتلقون جراحة مفتوحة ، لأن قلة من الجراحين يتمتعون بالمهارات المطلوبة”.

تمتلك شركات الأجهزة الطبية “Medtronic” و “Verb Surgical” – وهي شراكة بين “Johnson & Johnson” و الشركة الأم لجوجل “ألفابت” ،  روبوتات جراحية في المراحل الأخيرة من التطوير ما قبل السريري.

و قال البروفيسور “ديريك ألدرسون” ، رئيس كلية الجراحين الملكية : “أعتقد أن الروبوتات من المحتمل أن تتوسع بشكل كبير في السنوات العشر القادمة”. “أصبح من الواضح بالفعل أنه بإمكانك تعليم الناس القيام بتقنيات الجراحة الروبوتية أسرع بكثير و أن منحنيات التعلم أسرع بكثير من الجراحة التقليدية بالمنظار”.

و على الرغم من وصفها بـ الجراحة الروبوتية ، الا أنه يتم التحكم في معظم تقنياتها المتطورة بشكل كبير من قبل العنصر البشري. وقال البروفيسور “جوانج-زونغ يانغ” ، مدير مركز هاملين للجراحة الروبوتية في إمبريال كوليدج في لندن: “يعتقد بعض المرضى أن الروبوت هو الذي يدير العملية من تلقاء نفسه ، و هذا ليس الواقع “.

شركة “Auris Health” تستعرض آخر تقنياتها في مجال الجراحة الروبوتية

المصدر