تستخدم دولة الإمارات ثروتها النفطية لتمويل برنامجها الفضائي الطموح الذي يعد الاول من نوعه في المنطقة. وهي تخطط لإطلاق أول بعثة لها إلى الكوكب الأحمر بحلول عام 2021.
و حسب تقرير جديد لـ “CNN” استثمرت الإمارات حتى الآن حوالي 20 مليار درهم (5.4 مليار دولار) في البرنامج، وهي جزء من خطة لتنويع اقتصادها بعيدا عن النفط والغاز من خلال تطوير مجالات جديدة.
وقال سالم حميد المري، المدير العام المساعد للعلوم و التكنولوجيا في مركز محمد بن راشد للفضاء في دبي: “نريد إنشاء بعثاتنا و تطوير أقمارنا الصناعية”.
أول قمر صناعي عربي
و قال “المري” أن أولوية المركز الآن هي إرسال قمر صناعي – تم بناؤه بالكامل من قبل مهندسين عرب – إلى الفضاء بحلول نهاية عام 2018. وقد تم تطوير القمر الصناعي “خليفة سات” في دبي.حيث تم نقله هذا الاسبوع الى كوريا الجنوبية ليخضع لاختبارات نهائية قبل التوجه الى اليابان لإطلاقه.
“أطلقت الإمارات عدة أقمار صناعية تم تطويرها بالتعاون مع شركاء من كوريا الجنوبية. في ذلك الوقت كان من الصعب توظيف مهندسين محليين”.
و اضاف”المري” : “في هذه الايام سيكون من السهل بالنسبة لنا … لدينا بالتأكيد المزيد من الخبرات بفضل فرصنا المتاحة”.
كل الموظفين الـ 200 في مركز الفضاء هم مواطنون إماراتيون.
بعثة المريخ
هذا و تأمل الإمارات أن تصبح أول دولة عربية ترسل بعثة إلى الكوكب الأحمر، من خلال الإشراف على التصميم و التطوير و التصنيع و التحكم في المركبة الفضائية .
و بما أن البلاد لا تملك تكنولوجيا صواريخ الإطلاق لذلك سوف تضطر إلى الاعتماد على شركات مثل ميتسوبيشي أو سبيس إكس لنقل حمولتها إلى الفضاء.
يذكر ان المركبة الفضائية التى تحمل اسم “مسبار الامل” تم تحديد إطلاقها في مارس عام 2020 و من المتوقع تصل الى مدار المريخ بحلول عام 2021 لتتزامن مع الذكرى الخمسين لتأسيس دولة الامارات .
وقال “عمران شرف” مدير المشروع في وقت سابق من هذا الأسبوع إن المركبة “سيتم إطلاقها في الموعد المحدد . “مسبار الأمل” سوف يدرس الغلاف الجوي للكوكب في أوقات مختلفة من اليوم و خلال مواسم مختلفة”.
واضاف “ان البيانات ستكون متاحة دوليا لفائدة الباحثين في جميع أنحاء العالم . نريد أيضا أن نلهم الجيل القادم من المواطنين الإماراتيين و نحصل على المزيد من الدعم في مجالات العلوم”.
مشروع 2117
الإمارات لديها طموحات أكبر. و هي تريد بناء أول مستوطنة بشرية على سطح المريخ، بدءا من عام 2117. وتقوم دبي بالفعل ببناء “مدينة المريخ” لمحاكاة الحياة على كوكب الأرض، وسيتم الانتهاء من المرحلة الأولى بحلول عام 2020.
برنامج الفضاء الإماراتي فريد من نوعه في العالم العربي، حيث تهدف الإمارات من خلاله لتصبح مركزا إقليميا لتكنولوجيا الفضاء.
وقال المري: “لقد كانت منطقتنا مساهما قويا في المجتمع منذ أكثر من ألف سنة مضت … لقد حان الوقت لنعود، هذا ليس مستحيلا”.
و قد وضع إيلون ماسك سابقا خططا لاستيطان الكوكب الأحمر في آفاق 50 إلى 150 عاما. كما أن شركة “سبيس اكس” أبهرت العالم الأسبوع الماضي من خلال تنفيذ أول إطلاق لصاروخ فالكون هيفي.
رواد الفضاء الإماراتيين
تريد الإمارات أيضا إرسال مواطنيها إلى الفضاء حيث تقدم أكثر من 3000 شخص، تتراوح أعمارهم بين 17 و 67، بطلبات للإنضمام الى برنامج رواد الفضاء 25٪ منهم من النساء وغالبيتهم من خريجي العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات.
و سيتم اختيار أربعة منهم للتدريب لمدة تتراوح بين سنتين وأربع سنوات. و تتعاون وكالة الإمارات للفضاء مع كل من وكالة ناسا و وكالة الفضاء الروسية “روسكوسموس” ووكالة الفضاء الأوروبية و الشركات الخاصة حول توفير التدريب.
وقال المري : “في النهاية سنقوم بإرسال رواد الفضاء الاربعة خلال السنوات العشر الى الخمس عشرة المقبلة الى محطة الفضاء الدولية وما بعدها في مهمات علمية مرتبطة بأهدافنا العلمية”.
