العلماء يقتربون من تطوير طريقة فعالة للكشف المبكر عن السرطان من خلال فحص الدم

يعتبر الكشف عن السرطان في مراحله الاولى جزءا حاسما من العلاج الفعال الذي يخضع له المرضى و يزيد من فرص نجاتهم من المرض الفتاك.

وقد اتخذ الباحثون الآن في مركز السرطان “Sidney Kimmel” التابع لجامعة جونز هوبكنز الأمريكية خطوة رئيسية في هذا الاتجاه، حيث طوروا اختبارا جديدا لفحص الدم قادر على الكشف عن ثمانية أنواع من السرطان حتى قبل أن تظهر أعراضها على المريض.

إن هذا التقدم الذي تم التطرق اليه في مجلة Science، ليس حلا نهائيا لمشكلة التشخيص المبكر و لكنه خطوة كبيرة نحو إيجاد اختبار دم موثوق و دقيق للسرطان و الذي يمكن أن يكون متاحا بسعر منخفض يصل إلى 500 دولار.

و في حين أن التجارب السابقة فشلت فقد حقق هذا الاختبار التجريبي الذي يسمى CancerSEEK نجاحا بنسبة 40 في المائة عند المرضى الذين يعانون من سرطان المرحلة 1.

على الرغم من أن هذه النتيجة بعيدة كل البعد عن أن تكون حاسمة، إلا أننا ما زلنا نعتقد أن هذا يمثل معلما هاما جدا في الكشف عن السرطان عند الأشخاص الذين يعانون من أعراضه الأولية و الذي سيساهم في انقاذ حياتهم .

ويهدف الاختبار الجديد إلى الكشف عن ثمانية أنواع من السرطان: الرئة و الثدي و القولون و البنكرياس و الكبد و المعدة و المبيض و المريء. وفقا لما ذكره الباحث Nickolas Papadopoulos : “لقد اخترنا تلك السرطانات الثمانية على أساس مدى تواترها، و أيضا لأن الكثير منها ليس لديها أي طريقة فحص اولي حتى الآن”.

وقد قام فريق البحث باختبار دماء 1005 مريضا مصابين بسرطان واحد من الثمانية، في حين تم تحديد 40٪ فقط من المرضى الذين يعانون من سرطان المرحلة الأولى، و قد أظهرت نتائج الاختبار علامات المرض في 70٪ من المجموعة الكلية.

اختبار متقدم

وقال Joshua Schiffman، و هو طبيب الأورام و باحث السرطان في مركز Huntsman للسرطان في جامعة يوتا و الذي لم يشارك في الدراسة: “أنا متحمس بشكل لا يصدق لهذا الإختبار الجديد . هذا هو البحث الذي سيحدد مستقبل الكشف الأولي عن السرطان “.

ومع ذلك، في حين أن Schiffman متفائل بشأن إمكانات الاختبار لكنه قال أيضا انه يدرك العقبات الرئيسية التي لا تزال تقف في طريق تحقيق اختبار دم فعال و موثوق.

على سبيل المثال، في حين أظهر الاختبار سوى عدد قليل من الايجابيات الكاذبة، لا يزال هناك الكثير من الإحتمالات السلبية الكاذبة أيضا ، و قال Schiffman : “اذا كان لدينا نتيجة اختبار سلبية لا نريد ان نقدم طمأنة كاذبة للمريض”.

لأن المريض الذي تظهر عنده نتائج سلبية: “و على الرغم من الألم الذي يعانيه في المعدة سيقول : أنا أعلم أنه ليس السرطان. أنا لن أذهب إلى الطبيب لأن اختبار CancerSEEK أخبرني أنه كان سلبيا …. وبطبيعة الحال سيكون هذا أمرا فظيعا “.

و تشمل الخطوات التالية لفريق البحث ضمان أن الاختبار يعمل مع المرضى الذين لا تظهر عندهم الأعراض. وكذلك معدلات النتائج الإيجابية و السلبية الكاذبة التي يجب تخفيض نسبها بشكل كبير ، حيث أن القراءة الكاذبة ستضع المرضى في خطر.

ويتفق العلماء على أنه إذا استمر هذا الاختبار في التطور، فإنه يمكن أن يكون إكتشافا كبيرا. فالكشف عن السرطان قبل أن يشعر الشخص باعراضه حتى من شأنه إنقاذ عدد لا يحصى من الأرواح و كذلك تحسين خيارات العلاج لمعظم المرضى.


اقرأ أيضا :


شركة “فايزر” تخطط لإيقاف الأبحاث المتعلقة بأدوية علاج مرض الزهايمر و باركنسون

المصدر