ناسا تطلق القمر الصناعي “HaloSat” لدراسة هالة مجرة درب التبانة

أطلقت لوكالة ناسا مهمة جديدة تسمى “HaloSat” و التي تهدف لتوفير القياسات اللازمة التي يحتاجها العلماء في بحثهم عن المادة المفقودة في الكون وذلك من من خلال دراسة الأشعة السينية من الغاز الساخن المحيط بالهالة المجرية لدرب التبانة.

وسوف تساعد مهمة القمر الصناعي الصغير “كيوب سات” الذي أطلق في 13 يوليو من محطة الفضاء الدولية ، العلماء في البحث عن المادة المفقودة في الكون من خلال دراسة الأشعة السينية من الغاز الساخن المحيط بمجرة درب التبانة.

تعد الخلفية الميكروية الكونية (CMB) أقدم ضوء في الكون ، و هو الإشعاع الذي يرجع الى حوالي 400 ألف سنة. و تشير حسابات العلماء المستندة إلى ملاحظات CMB إلى أن الكون يحتوي على: 5٪ من المادة العادية بروتونات ونيوترونات و الجسيمات دون ذرية أخرى. 25٪ من المادة المظلمة ، وهي مادة لا تزال مجهولة. و 70 ٪ من الطاقة المظلمة ، وهو ضغط سلبي يسرع من توسع الكون.

ومع توسع الكون، تجمعت المادة الطبيعية في الغاز والغبار والكواكب والنجوم والمجرات. لكن عندما يقدر الفلكيون كتلة هذه الأشياء ، فإنهم لا يجدون سوى نصف ما يجب ان يكون موجودًا حسب دراسات الكوسمولوجيون .

وقال “فيليب كاريت” الباحث الرئيسي في فريق “HaloSat” و الأستاذ بجامعة “آيوا” : “حسب تقديراتنا يجب أن يكون لدينا كل هذه المادة اليوم و التي كانت متواجدة في الكون منذ 400 ألف عام”

و أضاف : “أين ذهبت؟ إن الإجابة على هذا السؤال يمكن أن تساعدنا في معرفة كيفية وصولنا من حالة الخلفية الميكروية الكونية (CMB) الموحدة إلى الأجرام الكبيرة التي نراها اليوم”.

و يعتقد الباحثون أن المادة المفقودة قد تكون في الغاز الساخن الموجود إما في الفضاء بين المجرات أو في الهالات المجرية ، والمكونات الممتدة المحيطة بالمجرّات الفردية.  و يقول العلماء ان شكل الهالة سيحدد كتلتها ، و هذا سيساعد العلماء على فهم ما إذا كانت المادة المفقودة للكون موجودة في الهالات المجرية أو في أي مكان آخر.

سيحاول “HaloSat” (وزنه 12 كيلوغرام) العثور على المادة المفقودة من خلال رسم خريطة للغاز الفائق الموجود في هالة مجرتنا، والتي يمكن أن تصل حرارتها إلى 3.6 مليون درجة فهرنهايت (2 مليون درجة مئوية) ، وفقا لوكالة ناسا. و هذا حار لدرجة أن غاز الأكسجين ينتج عنه الأشعة السينية ، والتي سيقيسها القمر الصناعي عبر الفضاء لمعرفة شكل الهالة وتحديد ما إذا كانت تنتشر بالتساوي حول مجرة درب التبانة أو في قرص المجرة.

ستكون “HaloSat” أول مهمة في الفيزياء الفلكية تعمل على التقليل من تأثيرات الأشعة السينية الناتجة عن طاقة الرياح الشمسية.و التي تحدث عندما تتفاعل الرياح الشمسية وهي عبارة عن تدفق لجزيئات عالية الشحنة من الشمس ، مع ذرات غير مشحونة مثل تلك الموجودة في الغلاف الجوي للأرض.

و تجتذب جزيئات الرياح الشمسية الإلكترونات من الذرات غير المشحونة وتنبعث منها أشعة سينية. حيث تعرض هذه الانبعاثات طيفًا مشابهًا لما يتوقع العلماء رؤيته من الهالة المجرية.

وقال “كيب كونتز” وهو باحث مشارك في المهمة و أستاذ في جامعة “جونز هوبكنز” في بالتيمور : “كل ملاحظة نجريها تتأثر بهذه الرياح الشمسية الى حد ما لكنها تختلف مع الوقت و الظروف ، و لكن من الصعب حساب الاختلافات التي ذكرها الكثير من الفلكيين ثم تجاهلوها في ملاحظاتهم”.

ولتجنب التعرض لهذا الأمر ، سيقوم القمر الصناعي بتغيير المهام وفقًا لمكان تواجده في مداره المخصص حول الأرض: فعندما يكون ذلك على الجانب الليلي ، فسيجمع البيانات ، وعندما يكون ذلك على الجانب النهاري ، سيتم شحن هذه المعلومات وإرسالها إلى مركز مراقبة العمليات التابع للبعثة في “بلو كانيون تكنولوجيز” في بولدر ، كولورادو . و يعتقد الباحثون أن ذلك من شأنه أن يجعل بيانات “HaloSat” أكثر دقة بكثير.

“HaloSat” هي بعثة ناسا المشتركة بقيادة من جامعة “آيوا” . ومن الشركاء الإضافيين “مركز غودارد” التابع لناسا بولاية ماريلاند ، ومرفق الطيران “Wallops”  في جزيرة والوبس ، ولاية فيرجينيا ، بلو كانيون تكنولوجيز ، وجامعة جونز هوبكنز في بالتيمور بالإضافة الى مساهمات هامة من شركاء في فرنسا.

التلسكوب الراديوي الفائق “MeerKAT” يلتقط صورة مذهلة لثقب أسود هائل في مركز مجرة درب التبانة

المصدر

تعليق واحد

    التعليقات معطلة.