المركبة الفضائية “كيوريوسيتي روفر” تكشف أدلة جديدة عن وجود مواد عضوية على سطح المريخ

أصدرت وكالة ناسا نتائج جديدة لدراستين رئيسيتين حول الظواهر الداخلية للكوكب الأحمر. و في الدراسة الاولى ، يكتشف الباحثون سبب وجود اختلافات موسمية في تركيزات غاز الميثان في المريخ.

أما في الدراسة الثانية ، فيحدد العلماء أن الصخور على سطح المريخ تحتوي على جزيئات عضوية قد تكون دليلاً على حياة سابقة. و تم نشر الدراستين اليوم في مجلة “ساينس”.

و كتب عالم الفضاء “إينجي لويس كايت” في تعليق حول الاكتشافات الجديدة :” إن الدراستين هما اختراقات في علم الأحياء الفضائي” .

و كانت هذه الاكتشافات ممكنة استنادًا إلى البيانات التي تم جمعها العلماء من تنقيببات قبل المركبة الفضائية “كيوريوسيتي روفر” التابعة لوكالة ناسا، والتي تستكشف سطح الكوكب الأحمر منذ أغسطس 2012.

و تركز الدراسة الأولى التي قادها عالم الكواكب في وكالة ناسا ، كريس ويبستر على تركيزات الميثان ، وهو جزيء عضوي بسيط يشكل الأساس للغاز الطبيعي.و تنتج المصادر البيولوجية معظم الميثان على الأرض ، لذا اشتبه الباحثون في أن الميثان على المريخ يمكن أن يشير إلى المصادر البيولوجية – الحياة! – على المريخ.

ويشير “ويبستر” وفريقه المكون من 43 باحثا في دراستهم إلى أن الميثان ربما ساعد في خلق مناخات سابقة على سطح المريخ سهلت عملية تكوين الماء ، نظرًا لأنها غازات دفيئة. قد يكون هذا قد لعب دورًا في تكوين بحيرات معروفة بوجودها على سطح المريخ في الماضي والتي يمكن أن تخلق أرضًا خصبة للميكروبات.

و أكدت دراسات “كيوريوسيتي روفر” أولاً أن الغلاف الجوي للمريخ يحتوي على الميثان في عام 2015 (على الرغم من أن علماء الفلك بدأوا في اكتشافه في عام 2003). لكن لم يعرف أحد من أين أتى، و في يناير 2017 ، أعلن علماء ناسا أن مستويات الميثان في المريخ تبدو منتظمة و تتتغير على مدار العام.

يعتبر الميثان مهمًا في بحث العلماء عن الحياة على الكوكب لأنه قد يوحي بوجود الحياة فحوالي 95٪ من الميثان على الأرض ينتج بواسطة العمليات البيولوجية.

و بعد القيام بالتحليلات لأكثر من أربع سنوات من البيانات حول كمية الميثان في الغلاف الجوي للمريخ في أشهر معينة ، اكتشف الباحثون في ناسا أن الميثان كان على الأرجح ينبعث من ترسبات الجليد ، أو بلورات مائية تسمى “clathrates” (وهي تحدث على الأرض أيضًا ). و هذا من شأنه أن يفسر سبب ارتفاع مستويات الميثان خلال فصل الصيف في المريخ: حيث يذوب الجليد قليلاً ، وينبعث الميثان.

ويقول العلماء ان هنالك فرصة أن هذا الميثان ، الذي تم تجميده لآلاف السنين في الجليد ، كان من صنع الحياة البويولوجية لأول مرة. ولكن هناك طرق أخرى يمكن أن ينتج بها الميثان ، لذلك من الصعب القول ما الذي يعنيه هذا الاكتشاف في البحث عن الحياة على كوكب المريخ.

و في الدراسة الثانية ، جمعت “كيوريوسيتي روفر” عينات من التربة من بقعتين في “فوهة غيل” التي تبلغ من العمر 3.5 مليار عام . وبعد التحليلات ، أدرك الباحثون عدة جزيئات عضوية توجد عادة في الصخور الرسوبية على الأرض.

و كتب عالم الفضاء “إنجي لويس كايت” : “اكتشاف الجزيئات العضوية والميثان على كوكب المريخ له آثار بعيدة المدى في ضوء الحياة الماضية المحتملة على سطح المريخ”

مضيفا :”لقد أظهرت مركبة  كيوريوسيتي أن “فوهة غيل” كانت صالحة للسكن منذ حوالي 3.5 مليار سنة ، مع ظروف مماثلة لتلك الموجودة على الأرض ، حيث تطورت الحياة في كل هذا الوقت”.

وقال “كريس ويبستر” : “لا يمكننا استبعاد احتمال أن يكون قد تم إنشاؤه بيولوجيًا”. “لا يمكننا أن نقول أنه كان كذلك ، لكننا بالتأكيد لا نتخلى عن هذه الفكرة. لذا ، بشكل ما ، هذا إيجابي بالنسبة لعلماء الفضاء في جميع أنحاء العالم”.

وقال “توماس زوربوشن” ، المدير المساعد لمديرية العلوم في ناسا ، في الإعلان: “مع هذه النتائج الجديدة ، يطلب منا المريخ أن نواصل المسيرة وأن نواصل البحث عن أدلة على الحياة”. “أنا واثق من أن مهمتنا المستمرة والمخططة ستفتح المزيد من الاكتشافات المذهلة على الكوكب الأحمر”.

ناسا تطلق المركبة الفضائية “إنسايت” لإستكشاف أعماق المريخ

المصدر

تعليقان

    التعليقات معطلة.