الهند تدشن المرحلة الأولى من مشروع إنشاء أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم

قامت الهند هذا الأسبوع بتدشين المرحلة الأولى لأحد أكبر محطات توليد الطاقة الشمسية في الهند بطاقة انتاجية تبلغ 600 ميغاواط ، في ولاية كارناتاكا الهندية، وهي بداية ما يقول المسؤولون إنه سيكون أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم.

و عند اكتمالها ، من المتوقع أن ينتج مشروع محطة “بافاغادا” الشمسية 2000 ميغاواط (2جيغاواط) من الكهرباء ، وهو ما يكفي لتشغيل 700 ألف منزل و التي ستحدث علامة فارقة في تحول الهند لتوليد المزيد من الطاقة الخضراء.

منذ فترة طويلة ينظر الى الهند باعتبارها متخلفة في مكافحة التغير المناخي ، أما الآن فتقوم ببناء محطات للطاقة الشمسية باستثمارات ضخمة، مما يساعدها في قيادة ثورة عالمية في مجال الطاقة المتجددة وتقليل اعتمادها على الفحم و الأنواع الأخرى من الوقود الأحفوري الذي هو السبب الأول فيه على ارتفاع درجة حرارة كوكب الأرض.

و من جهة أخرى و بينما تتخلى إدارة ترامب عن اتفاق باريس بشأن مكافحة تغير المناخ و تكشف عن خططها لإعادة إحياء صناعة الفحم الأمريكية ، استضافت الهند هذا الشهر المؤتمر الافتتاحي للتحالف الدولي للطاقة الشمسية ، وهو منظمة أطلقها رئيس الوزراء “نارندرا مودي” بهدف جمع تريليون دولار . لتعزيز توليد الطاقة الشمسية و تكنولوجياتها في 121 دولة.

و بفضل انخفاض تكلفة الألواح الشمسية و زيادة الحوافز الحكومية للطاقة المتجددة ، تقدمت الهند على اليابان العام الماضي لتصبح ثالث أكبر سوق للطاقة الشمسية في العالم ، بعد الصين والولايات المتحدة. و دعا “مودي” إلى توليد 100 جيجاواط من الطاقة الشمسية بحلول عام 2022 – ما يقرب من 30 مرة مما كانت عليه قبل ثلاث سنوات ، وهو ما يعادل إنتاج الطاقة الإجمالي لدولة مثل إسبانيا.

و قال “تيم باكلي” ، مدير دراسات تمويل الطاقة في معهد اقتصاديات الطاقة والتحليل المالي: “إنها ملهمة للغاية… لقد أصبح مودي الآن رجل دولة عالمي و داعما كبيرا في مجال الطاقة المتجددة”.

حاجة الهند إلى الطاقة الخضراء أصبحت ضرورة مُلِحة. و مع توسع الاقتصاد بمعدل 7٪ سنوياً ، و طموحات جلب الكهرباء لمئات الملايين من الناس الذين ما زالوا يفتقرون إليها ، و يجب على الهند أن تستثمر في الطاقة الشمسية وطاقة الرياح بشكل كبير من أجل الوفاء بالتزاماتها بموجب اتفاقية باريس.

و كذلك مكافحة تفاقم تلوث الهواء في مدنها ، ويرجع ذلك جزئيا إلى الانبعاثات التي تسببها محطات الطاقة القديمة.

الخطط المستقبلية في مجال الطاقة المتجددة

لا يزال الفحم يمثل 58 ٪ من مصادر الطاقة في الهند ، في حين أن طاقة الرياح توفر 10 ٪ والطاقة الشمسية 5 ٪ ، وفقا لأرقام الحكومة. و كانت الهند قد أنشأت 20 جيغاواط من الطاقة الشمسية في نهاية ديسمبر ، ما يقرب من ضعف طاقتها من العام الماضي.

وقد وافقت الهند على خطط لإنشاء 14 محطة شمسية . و يتركز معظمها في الصحارى الشمالية في الهند وفي الأراضي الزراعية الجنوبية ، حيث تتسابق سلطات الولاية والسلطات المحلية للوفاء بأجندة “مودي” ، وتتنافس الشركات الأجنبية للحصول على حصة في هذا السوق الواعد.

وقال ‘سانجاي اجاروال’ العضو المنتدب للفرع الهندي في “فورتام” وهي شركة طاقة فنلندية تنتج 100 ميجاواط في منطقة “بافاجادا” أن : “القدرات الكامنة لتوليد الطاقة الشمسية في الهند ضخمة”.

و بحلول العام المقبل ، سيتم تشغيل أكبر محطة للطاقة الشمسية في العالم على مساحة 20 ميلاً مربعاً في “بافاغادا” ، في منطقة جافة بولاية “كارناتاكا” الجنوبية التي تشهد أكثر من 300 يوم مشمس في السنة.

وفي مطلع عام 2016  بدأت شركة كارناتاكا للطاقة الشمسية التي تديرها الدولة تأجير الأراضي من المزارعين في خمس قرى بسعر 320 دولارًا لكل فدان لمدة 28 عامًا ، مع زيادات تدريجية حسب التضخم. وكان هذا أكثر بكثير من الايرادات التي يولدها مزارع صغير ، كما ان الشركة تسمح للعائلات بالاحتفاظ بالملكية. وقال الخبراء إن هذا التكتيك ساعد على تجنب النزاعات القانونية التي غالبا ما تصاحب الاستحواذ على الأراضي من قبل الحكومة في الهند.

و قال مسؤولون في وقت سابق ان ما تكملة المشروع بقدرة 1400 ميجاواط في “بافاجادا” سيتم تشغليها بحلول نهاية العام وذلك حسب التأخيرات في البناء و العطاءات.

و أضافوا أنه من المتوقع أن ترتفع أسعار الألواح الشمسية ، التي انخفضت منذ سنوات ، بشكل طفيف مع إدخال ضريبة مبيعات وطنية جديدة . وكما فعل ترامب في يناير ، تدرس الحكومة فرض رسوم جمركية على الألواح الشمسية المستوردة في محاولة لدعم الشركات المحلية المتعثرة. حيث ان أكثر من 80 ٪ من وحدات الطاقة الشمسية في الهند تأتي من الصين وتايوان وماليزيا.


اقرأ أيضا :


تقرير “CDP” : أكثر من 100 مدينة حول العالم أصبحت تعتمد بشكل رئيسي على مصادر الطاقة المتجددة

المصدر