كشفت اليابان عن حاسوبها الفائق الجديد “Cray XC50” المخصص لأبحاث الاندماج النووي المتقدمة، و الذي سيبدأ تشغيله هذا العام.
و في حين أن هذا الحاسوب لن يحقق لقب أقوى حاسوب فائق في العالم والذي يحتفظ به “المركز الوطني السويسري للحوسبة الفائقة” ، الا أنه سيكون أقوى جهاز في العالم في مجال أبحاث الاندماج النووي.
و ستشرف المعاهد القومية للعلوم والتقنية الكمومية والإشعاعية “QST” في اليابان على استخدام هذا الحاسوب الفائق في أبحاثها ، حيث سيتم تركيبه في معهد “Rokkasho Fusion Institute” ، وهو أحد أهم مراكز الأبحاث النووية و سيتم تشغيله في تجارب علم الاندماج النووي.
كما سيلعب الحاسوب الفائق أيضًا دورًا في دعم “ITER” ، وهو مشروع بحثي يضم علماء من جنسيات متعددة برعاية الاتحاد الأوروبي . حيث سيتمكن أكثر من ألف باحث من اليابان وبلدان أخرى من استخدامه، خاصةً في مجال فيزياء البلازما وحسابات الطاقة الاندماجية.
وقال “مامورو ناكانو” من شركة “Cray” اليابانية: “إن السرعة وبيئة البرمجيات المدمجة في حاسوب “Cray XC50” ستعزز البنية التحتية في “QST” وتسمح للباحثين بتسريع اكتشافاتهم”.
و تحسبًا لتشغيل الحاسوب الفائق الجديد ، أوقفت اليابان نظامها القديم المسمى “Helios” ، الذي كان قد صنف في المرتبة الخامسة عشر كأقوى حاسوب فائق في عام 2012.
و في وقت سابق من هذا الشهر ، أعلن معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا أنه يعمل على مشروع الاندماج النووي الخاص به بهدف إنشاء مفاعل بقدرة 200 ميجاواط بحلول عام 2033.
و سيعتمد هذا المشروع على المواد والتكنولوجيا فائقة التوصيل المتوفرة حديثًا والتي يمكن أن تخلق حقول مغناطيسية أقوى أربع مرات من التي يتم استخدامها الآن. هذه الحقول المغناطيسية القوية مطلوبة للحفاظ على تفاعلات الاندماج النووي.
ومن جهة أخرى لا تزال طاقة الإندماج النووي بعيدة التحقيق على أرض الواقع، حيث من المقرر أن يبدأ تشغيل مفاعل البلازما الأول في عام 2035 وسيكلف مليارات الدولارات في الاستثمار. و الذي يمكن أن يوفر حاجة العالم الطاقوية لأكثر من ألف سنة على الأقل ولا يتحمل نفس الآثار الجانبية لتغيير المناخ مثل استخدام الوقود الأحفوري أو التهديد الإشعاعي الناجم عن الانشطار النووي.
و يبدو أن دول العالم المتقدمة تخوض سباقا محموما في مجال الحواسيب الفائقة وقد استثمرت هذه الدول الكثير على مدار السنوات الماضية ، و كمثال استثمرت الولايات المتحدة ما مجموعه 258 مليون دولار في العام الماضي وحده في تمويل شركات مثل : Cray ، AMD ، إنتل و إنفيديا … لبناء حواسيب قادرة على إجراء مليارات الحسابات في الثانية.
