باحثون يكتشفون مصدراً جديداً للنيتروجين يمكن أن يساعد في فهم تغيّر المناخ

تقترح المعلومات الجديدة المنشورة في مجلة ساينس العلمية مصدراً جديداً للنيتروجين مما يشكك في صحة فهمنا لكيفية حصول النباتات على موارد نموها.

و لعقود مضت ، كان المفهوم السائد في الأوساط العلمية أن كل النيتروجين الذي تحتاجه النباتات لنموها يتم امتصاصه من خلال الغلاف الجوي. ومع ذلك ، فإن بحثًا جديدًا نشرته جامعة كاليفورنيا “دافيس” ، يشير إلى أن أكثر من ربع مصدر النيتروجين الذي تستخدمه النباتات في النمو يأتي من باطن الأرض.

ويمكن لهذه النتيجة أيضا تحل لغز “النيتروجين المفقود” و تقدم تفسيرا لماذا وجد العلماء أن النيتروجين الموجود في النباتات أكثر بكثير من نسب امتصاصه من الغلاف الجوي.

ونشرت هذه الدراسة في مجلة ساينس يوم 6 أبريل ، وتتضمن نتائج فريق البحث التي تزودنا بمعلومات جديدة عن مصدر النيتروجين. حقيقة هذه المعرفة التي غابت عن الدراسات لفترة طويلة ، و تظهر أنه حتى المبادئ المتعارف عليها في مختلف المجالات العلمية يمكن أن تكون موضع شك عندما تصبح المعلومات الجديدة متاحة.

و قبل الدراسة ، كان إدخال هذا المصدر من النيتروجين في النظام الإيكولوجي غير معروف. ويشير الباحثون أن هذه النتائج مذهلة لعدد من الأسباب التي تتجاوز الرغبة البسيطة في تقدم المعرفة و التي  من المحتمل أن تحسن بشكل كبير تنبؤاتنا المتعلقة بتغير المناخ التي تعتمد على فهم دورة الكربون من أجل التنبؤ بالتغيرات وتفادي التأثيرات المدمرة المحتملة قبل حدوثها.

و بالإضافة إلى مساعدة نماذج التنبؤ الخاصة بنا ، يمكن لمعلومات هذا المصدر الجديد من النيتروجين أن تساعد في الواقع جهودنا لتمكين النظم البيئية من سحب المزيد من الانبعاثات من الغلاف الجوي و التي تشكل تهديدًا كبيرًا على المناخ.

وقد ذكر “بن هولتون” ، الأستاذ في قسم جامعة كاليفورنيا “دافيس” لقسم علوم الأرض والموارد المائية ومدير معهد “UC Davis Muir “والمؤلف المشارك في هذه الدراسة أن : “دراستنا تُظهر أن التجوية بالنيتروجين هي مصدر هام لتغذية  التربة والنظم الإيكولوجية في جميع أنحاء العالم … وهذا يتعارض مع النموذج الذي دام قرونًا و وضعت على أساسه العلوم البيئية”.

و أضاف : “نعتقد أن هذا النتروجين قد يسمح للغابات والمراعي بحبس انبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الوقود الأحفوري أكثر مما كان يعتقد سابقا “.

و يلعب النيتروجين دورًا أساسيًا في النظم البيئية كطريقة لاستيعاب تلوث ثاني أكسيد الكربون ، وقد يساعدنا التعرف على مصدر جديد للنيتروجين في تعديل الطريقة التي نحارب بها للحفاظ على أنظمتنا البيئية واتخاذ إجراءات لعكس آثارنا على البيئة.

و يعد هذا اكتشافا كبيرا في مجال العلوم البيئية و الذي من شأنه تحفيز عدد من المشاريع البحثية الأخرى التي تسعى لتطبيق هذه المعرفة الجديدة للاستفادة من هذا المصدر الجديد بأي طريقة ممكنة.

و قالت “Kendra McLauchlan” ، مديرة البرامج في قسم البيولوجيا البيئية بمؤسسة العلوم الوطنية ، التي شاركت في البحث : “هذه النتائج سوف تتطلب إعادة كتابة الكتب المدرسية … في حين كانت هناك تلميحات بأن النباتات يمكن أن تستخدم النيتروجين المشتق من الصخور ، فإن هذا الاكتشاف يحطم النموذج القائل بأن المصدر النهائي للنيتروجين المتوفر هو الغلاف الجوي”. ي

و أضافت : ” يعتبر النيتروجين أهم عنصر في الإمدادات الغذائية العالمية كما انه ملوث خطير في نفس الوقت، لذا من المهم فهم ضوابط دورته في الطبيعية. تعتمد البشرية حاليًا على النيتروجين الجوي لإنتاج سماد كافٍ للحفاظ على الإمداد الغذائي العالمي. إن اكتشاف هذا الحجم سيفتح حقبة جديدة من الأبحاث حول المغذيات الأساسية “.

 

اقرأ أيضا : باحثون يُطورون تقنية جديدة لإحتجاز الكربون للحد من تداعيات تغير المناخ

 

 

 

المصدر