“برودكوم” تسحب رسمياً عرض على الاستحواذ على “كوالكوم”

أعلنت شركة “برودكوم” اليوم الأربعاء عن سحب عرضها البالغ قيمته 117 مليار دولار لشراء شركة “كوالكوم”  بعد يومين من اعتراض الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على هذه الصفقة بسبب مخاوف تتعلق بالأمن القومي.

وقالت الشركة إنها سحبت أيضا قائمة مرشحيها المستقلين من أجل اجتماع المساهمين السنوي لشركة “كوالكوم” المتوقع في أبريل المقبل.

ويمثل هذا تحولًا في لهجة “برودكوم” التي قالت منذ يومين إنها : “لا توافق بشدة على التصريحات التي تفيد بأن استحواذها المقترح لشركة “كوالكوم” يثير مخاوف تتعلق بالأمن القومي”. ولم تمنح الإدارة الأمريكية أي مجالًا للتحرك ، إلا إذا كانت الشركة مستعدة للطعن في الحظر في المحكمة.

و مع ذلك ، تتوقع شركة “برودكوم” الاستمرار في خطتها لتوسيع قاعدتها الصناعية في الولايات المتحدة.و قالت الشركة في بيان لها : “على الرغم من أننا نشعر بخيبة أمل من هذه النتيجة ، الا أننا سنلتزم بالأمر”.

وكانت بعض مصادر قد أبلغت رويترز يوم الثلاثاء أن شركة “برودكوم” على استعداد للتخلي عن عرضها للإستحواذ “كوالكوم”.

وقالت المصادر إن مجلس إدارة “برودكوم” التقى في وقت متأخر من يوم الثلاثاء لإضفاء الطابع الرسمي على خطط نقل المقر الرسمي إلى الولايات المتحدة بتكلفة تبلغ نحو 500 مليون دولار سنوياً تحت معدل ضرائب أعلى.

و من المفترض أن يتيح نقل مقر شركة “برودكوم” الى الولايات المتحدة تسهيلات عديدة للشركة بخصوص عمليات استحواذ على الشركات الأمريكية دون الوقوع ضمن اختصاص لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة (CFIUS).

و تشير بلومبيرغ إلى أن لجنة الاستثمار الأجنبي في الولايات المتحدة قد حققت في الصفقة وقررت أنها يمكن أن تمثل تهديداً للأمن القومي، وفقاً لرسالة من وزارة الخزانة إلى الشركتين.

و قدمت شركة “برودكوم” في البداية عرضًا بقيمة 130 مليار دولار تم رفضه من قبل شركة “كوالكوم” في نزفمبر 2017 ، و تلت بعد ذلك فترة من العروض التي تم رفضها من قبل “كوالكوم” . و تشير الأرقام الى أن هذه الصفقة لو تمت فإن هذه الشركة ستكون ثالث أكبر شركة لصناعة الرقاقات في العالم.

تنتج شركة ” برودكوم” أيضًا أشباه الموصلات و الرقاقات التي يمكن العثور عليها في جميع أنواع الأجهزة الإلكترونية ، بدءًا من الربط الشبكي إلى أجهزة المودم و وحدات الرسوميات و المعالجات …

علاقة العملاق الصيني “هواوي” بالصفقة

يعكس التحرك غير المسبوق الذي اتخذته الإدارة الأمريكية لمنع إستحواذ شركة “برودكوم” على “كوالكوم”. ، قلقًا متناميًا بشأن البراعة الاقتصادية الصاعدة في الصين.

و في صميم هذا القرار ، يبدو أن المنظمبن يرون أنه بإمكان شركة “هواوي”، أن تزعزع ما كان سيكون أكبر استحواذ في مجال التكنولوجيا و هي التي تعد ثالث أكبر صانع للهواتف الذكية في العالم ومن خلال بعض الحسابات، أكبر منتج لمعدات الاتصالات، وفقا لبلومبيرغ

تستخدم “هواوي” رقائق “برودكوم” في منتجات الشبكات مثل المحولات التي توجه حركة مرور البيانات بين أجهزة الكمبيوتر المتصلة. كما تعمل “كوالكوم” أيضًا مع شركة “هواوي” . و قد قال الاثنان في 21 فبراير إنهم أتموا اختبارات على التكنولوجيا التي تقدم خدمات شبكات الجيل الخامس 5G.

و في إطار هذا السيناريو ، قد تضطر شركات الاتصالات اللاسلكية إلى اللجوء إلى شركة هواوي أو غيرها من الشركات الصينية للحصول على أحدث معدات الاتصالات.

ويعد هذا الأمر غير مقبول بالنسبة لإدارة دونالد ترامب و كذلك الحكومة الأمريكية ، التي أبدت قلقها بشأن أمان معدات شركة “هواوي”، حيث حظرت بالفعل بيع الهواتف الذكية للشركة الصينية على شبكات مشغلي الإتصالات في الولايات المتحدة. ويرى بعض المحللين أن هذا القرار هو مجرد خطوة للحفاظ على المصالح الإقتصادية للشركات المحلية.

نمت الشركة الصينية في ثلاثة عقود من بائع إلكترونيات إلى واحدة من أهم شركات الاتصالات في العالم ، مع مراكز قيادية في معدات الاتصالات ، الهواتف الذكية ، الحوسبة السحابية والأمن السيبراني.

فمع مبيعات 2017 البالغة 600 مليار يوان (95 مليار دولار) .تحقق شركة “هواوي” عائدات أكثر من شركة “Home Depot” أو شركة “بوينغ” – و ضعف أرباح شركتا “كوالكوم” و “برودكوم” مجتمعتين.

و من جهة أخرى تهدف الصين إلى قيادة العالم في مجال شبكات الجيل الخامس – وهو معيار الجيل التالي الذي سيمكن الفيديو الأكثر ثراءً وأسرعًا ويفتح آفاق جديدة في أنرنت الأشياء و التكنولوجيا المرتبطة بها. وفي مقابلة مع تلفزيون الصين المركزي الأسبوع الماضي ، قال وزير تكنولوجيا المعلومات الصيني إن بلاده  تستعد بالفعل لتطوير تقنيات الجيل السادس.

المصادر : 12