دراسة جديدة تؤكد أول دليل مباشر على وجود جليد الماء على سطح القمر

كانت فكرة وجود جليد على سطح القمر تساهم في دفع العديد من النظريات و الدراسات التي عمل عليها علماء الفلك لعقود مضت ، و هذا حتى قبل أن تبدأ مهمة “أبولو” التابعة لناسا بإرسال رواد الى الفضاء .

عندما اكتشفت المركبة الفضائية “كليمنتين” لأول مرة بيانات تشير إلى احتمال وجود جليد على سطح القمر في عام 1994 ، فإنها أثارت حماسا كبيرا لدى العلماء لكن المشكلة الوحيدة هي أن القياسات المسجلة لم تكن نهائية.

ومنذ ذلك الحين ، يعكف علماء الفلك على إثبات وجود جليد الماء على سطح القمر . و في يوم الاثنين (20 أغسطس) ، أكد فريق من العلماء بقيادة باحثين من جامعات “هاواي” و “براون” في دراسة جديدة أول دليل مباشر على وجود جليد الماء في قطبي القمر.

و يعتمد هذا الاكتشاف على البيانات التي جمعها مخطط المعادن القمرية ، وهي أداة ارسلتها وكالة ناسا إلى القمر في عام 2008. ومع إعادة تحليل هذه البيانات اليوم ، وجد الباحثون بقعًا صغيرة من الجليد ممزوجة بالصخور على سطح بعض الفوهات في أقصى الشمال و أقصى الجنوب على القمر.

و كان العمل السابق قد ألمح إلى أنه يمكن أن تكون هناك توليفات مختلفة من الهيدروجين والأكسجين (المكونات الأساسية للماء) على القمر ، ولكن هذه أول نتيجة تحدد جزيئات الماء الجليدية الفعلية على السطح.

يقول “جيم هيد” ، الجيولوجي أستاذ علم تشكيل الكواكب في جامعة “براون” ، الذي لم يشارك في الدراسة: “هذه أخبار مثيرة للغاية ، وتوفر زخماً كبيراً لعمليات إرسال البعثات المأهولة في المستقبل الى المناطق القطبية لدراسة عينات من هذا الجليد”.

و أضاف : “إذا كان الجليد موجودًا على السطح ، فهذا يعني أنه يمكن دفن الكثير في العمق وتغطيته وحفظه تحت التربة العازلة ، أو نشره وتجميده في طبقات التربة”.

استخدمت أداة مخطط المعادن القمرية ، دراسات الطيف لتحديد نشاط التوقيع لجزيئات الجليد المتفاعلة مع الضوء الأشعة تحت الحمراء. وقد ساعد هذا على تمييز الماء المتجمد عن أنواع أخرى من الجليد أو الماء بشكل مختلف (مثل الارتباط بالمعادن) و تحديد رواسب الجليد التي تتشكل في القطبين الشمالي والجنوبي للقمر.

كما استخدم الفريق بيانات من بعثات استكشافية أخرى إلى القمر ، مثل مركبة الاستكشاف القمرية (LROAR) ، التي أطلقت في عام 2009 ، لتأكيد النتائج التي توصلوا إليها.

إن الجمع بين هذه القياسات المنفصلة لأنماط محددة من الانعكاس مع أنواع مختلفة من الضوء سمح للفريق بالتعرف على التوقيع الكيميائي للجليد الممزوج مع سطح القمر المغبر والصخري في فوهاته القاتمة المظلمة.

ولاحظ العلماء أيضا الاختلافات في توزيع الثلج في القطبين الشمالي والجنوبي: فقد تركز الجليد في القطب الجنوبي في عدة فوهات في المركز ، في حين كان الجليد في القطب الشمالي ضعيفًا وانتشر على مساحة أوسع. كما وجدوا أن معظم الجليد موجود في فوهات سطحية لا تصلها أشعة الشمس المباشرة.

يقول “شواي لي” ، عالم جيولوجي بجامعة “هاواي” ، والذي عمل في الدراسة ، إن البيانات لا يمكن أن تخبرنا من أين جاء الجليد في الأصل. ومع ذلك ، يضيف “لي” أنه من المحتمل أنه جاء من المذنبات التي تحطمت في القمر منذ قرون. حيث ان التصادمات مع الأجسام الفضائية الأخرى ، مثل النيازك والمذنبات  تحضر معها مواد جليدية معها.

كما ان الجليد على سطح القمر يمكن أن يكون أيضا نتيجة للغازات القادمة من الصخور الباطنية. كما يمكن أن يتشكل كذلك بسبب الرياح الشمسية (أيونات مشحونة تنبعث من الشمس) والتي تقصف سطح القمر لتسبب التفاعلات الكيميائية اللازمة لتشكيل المياه المتجمدة.

ومع ذلك ، و لفهم أصل هذا الجليد المائي حقًا ، يأمل “لي” في ارسال ناسا لمركبة هبوط على القمر لالتقاط عينات فعلية من الأرض القمرية وجليدها.

و بالنسبة للهمهات المستقبلية فإن وجود الماء يلمح إلى احتمال العثور على حياة جديدة ، أو القدرة على البقاء على قيد الحياة في مكان آخر غير كوكبنا. و يقول “هيد” ، إن الدليل على وجود الماء على سطح القمر قد يكون مفيدا إذا قررنا في أي وقت محاولة بناء مستطونات بشرية على القمر.

نُشرت نتائج الدراسة في مجلة Proceedings of the National Academy of Sciences.

اقرأ أيضا :


الصين تعتزم إطلاق مهمة “Chang’e-4” لإستكشاف الجانب البعيد من القمر في ديسمبر المقبل

المصدر