“دايملر” و “بوش” توقعان شراكة مع “إنفيديا” لإستخدام منصتها لتطوير و إختبار السيارات ذاتية القيادة

في العام الماضي ، أعلنت شركتي “دايملر” و “بوش” عن إطلاق مشروع مشترك لتطوير نظام مخصص للسيارات ذاتية القيادة. لكن يبدو أن هذا المشروع لم يحقق النجاح المطلوب الذي يهدف اليه عملاقي صناعة السيارات.

و أعلنت الشركتين في خطوة جديدة اليوم عن اختيار منصة شركة “إنفيديا” : “Drive Pegasus” كنظام أساسي لتشغيل سيارتهما ذاتية القيادة ، والتي سيبدأ اختبارها على نطاق محدود بحلول النصف الثاني من عام 2019.

و قالت “دايملر” و “بوش” في بيان صحفي : “إن السيارات ذاتية القيادة عبارة عن أجهزة كمبيوتر معقدة تسير على عجلات ، و هي إذن بحاجة إلى المزيد من القوة الحاسوبية إذا أرادت تجاوز عقبات حركة المرور في المدينة بشكل مستقل تماما ، وذلك من خلال تقنيات الذكاء الاصطناعي وكذلك  أجهزة الاستشعار المتقدمة”.

وبموجب شروط الصفقة ، ستقدم “إنفيديا” رقاقات و معالجات رسوميات متقدمة لإدارة شبكة وحدات التحكم الإلكترونية (ECUs) وهي وحدات التحكم الدقيقة المزودة بأجهزة الاستشعار والتي تتحكم في ناقل الحركة ، قفل الباب ، النوافذ و أنظمة أخرى في المركبات النموذجية لشركة “دايملر”.

بالإضافة إلى برمجيات معالجة الخوارزميات المتولدة عن محاكاة اختبارات القيادة الذاتية الخاصة بالشركتين.

وقال “داني شابيرو” ، مدير قسم السيارات في “إنفيديا” ، في البيان: “تعاوننا مع دايملر و بوش سيوحد نقاط القوة لكل شركة”. ” ستقدم بوش ، أكبر مورد لقطع غيار السيارات في العالم خبراتها في الأجهزة والخوادم ، في حين ستوفر دايملر خبرتها الكاملة في صناعة السياراتذات العلامة التجارية العالمية المرادفة للسلامة و الجودة”.

كشفت “إنفيديا” عن “Drive PX Pegasus” ، الجيل الأحدث من منصة القيادة الذاتية ، في مؤتمر “GTC Europe” في أكتوبر 2017. المنصة المزودة بنظام “Xavier” وبطاقات الرسوميات المزدوجة قادرة على أداء أكثر من 320 تريليون عملية حسابية في الثانية الواحدة، ونقل ما يصل الى تيرابايت من البيانات في الثانية بالإضافة الى التحكم في ما يصل الى 16 الكاميرات وستة أجهزة استشعار “ليدار”.

و تقول “إنفيديا”  أن أكثر من 370 شريكًا يستعملون منصتها لتطوير مركباتهم ، بما في ذلك “دي إتش إل” ، التي تخطط لنشر أسطول من شاحنات التسليم ذاتية القيادة ابتداء من عام 2019.

و من خلال هذا التعاون الخاص في مجال أنظمة القيادة الذاتية ، تخطط الشركتان للبدء في اختبار سيارات مرسيدس الفئة S و الفئة V العام المقبل في كاليفورنيا ، حيث سيقدمان خدمة تنقل على طرق مختارة في منطقة خليج سان فرانسيسكو.

و قال أحد مسؤولي “دايملر” في البيان : “ستوفر عملية الاختبار معلومات حول كيفية دمج المركبات ذاتيوة القيادة بالكامل في شبكة نقل متعددة الوسائط”.

و أضاف : “تواجه العديد من المدن تحديات عديدة تزيد من عبء نظام النقل الحالي بشكل متزايد. و يتمثل الاختبار في توضيح كيف قد تكون هذه التكنولوجيا الجديدة حلاً لهذه التحديات “.

أعلنت الشركتان أول مرة عن شراكتهما في هذا المجال في عام 2017 ، بهدف طرح سيارات ذاتية القيادة على الطرق في العقد المقبل. حيث تقوم شركة “بوش”  بتزويد المكونات مثل أجهزة الاستشعار والمحركات ووحدات التحكم ، كما توفر “دايملر” سيارات التطوير و مرافق اختبار.

في الأشهر الأخيرة ، كشفت “بوش” عن طموحاتها في مجال تكنولوجيا القيادة الذاتية. فقد أنشأت قسم جديد لخدمات التنقل المتصل يعمل به أكثر من 600 موظف ، و استحوذت على شركة خدمات النقل التشاركي “Splitting Fares” ، كما أقامت شراكة مع “TomTom” التي تطور أنظمة رسم الخرائط التي ستساعد المركبات على تحديد المسارات.

و حصلت شركة “دايملر” من جانبها في يونيو الماضي على تصريح من الحكومة الصينية يسمح لها باختبار السيارات ذاتية القيادة على الطرق العامة في بكين التي تدعمها منصة “أبولو” التابعة لشركة “بايدو”.

“دايملر” لديها بالفعل تصاريح لاختبار السيارات ذاتية القيادة في الولايات المتحدة وألمانيا. كما أنها تدير خدمة النقل التشاركي الخاصة بها “Car2Go” التي تجاوزت مؤخراً 3 ملايين مستخدم حول العالم ، بالإضافة إلى تطبيقي “MyTaxi” و “Flinc”.

و لكن شركات صناعة السيارات الألمانية تتراجع خلف المنافسين في سباق تطوير السيارات ذاتية القيادة. حيث تشغل “وايمو” أسطول من أكثر من 600 سيارة لإختبار تكنولوجيا القيادة الذاتية 25 مدينة عبر الولايات المتحدة.

هذا و تخطط شركة “جنرال موتورز” لإطلاق خدمة سيارات الأجرة ذاتية القيادة في العام المقبل. كما تجري شركات أخرى مثل “Lyft” و “أوبر” و “تويوتا” و “بي إم دبليو” اختباراتها على نطاق محدود.

ولكن بخلاف المنافسن ، تخطط “بوش” و “دايملر” لإطلاق سيارات ذاتية القيادة من المستوى 4 والمستوى الخامس ، والتي يمكنها السير في شوارع المدينة والطرق السريعة والبعيدة مع الحد الأدنى من الإشراف البشري. و تعمل سيارات المستوى 4 بشكل مستقل في مناطق جغرافية و ظروف محددة فقط ، بينما تسير المركبات من المستوى 5 على أي طريق وفي جميع الظروف تقريبًا.

“بايدو” تبدأ مرحلة الإنتاج التجاري الموسع لمركبات النقل ذاتية القيادة

المصدر