دراسة جديدة تبين مستوى تأثير تغير المناخ على السفر الجوي

في الشهر الماضي، أجتاحت مدينة فينيكس الأمريكية موجة حر شديدة بلغت فيها درجات الحرارة اكثر 48 درجة،حيث اضطرت بعض الخطوط الجوية لإلغاء 50 رحلة كانت من المقرر أن تغادر مطار “سكاي هاربور الدولي”.

و انتشرت أخبار الإلغاءات على نطاق واسع ، حيث كان المسافرون مهتمين بمعرفة المزيد عن فيزياء التغيرات الجوية وكيف تؤثر الحرارة الشديدة على السفر الجوي . والآن تشير دراسة جديدة إلى أن ما حدث في فينيكس قد يكون مجرد غيض من فيض.

الحرارة الشديدة هي نتيجة ثانوية لتغير المناخ. ويتفق الخبراء على أنه مع ارتفاع درجة حرارة الأرض، ستأتي موجات الحر هذه بشكل متكرر، وتستمر لفترة أطول و ستؤثر بشكل أكبر.

تغييرات على مستوى صناعات السفر و الشحن

maxresdefault (5)

وقام فريق من الباحثين في جامعة كولومبيا بتحديد كيفية تأثير درجات الحرارة المرتفعة على أداء الطائرات في الإقلاع والهبوط؛ نشرت نتائجها اليوم في مجلة تغير المناخ. و باختصار، سيعاني قطاع السفر الجوي في المستقبل على عقبات كثيرة و أكثر تعقيدا.

و قام الباحثون ببناء نماذج أداء لخمس طائرات تجارية تحلق من 19 مطارا رئيسيا حول العالم، مع توقعات زيادات يومية في درجات الحرارة استنادا إلى نماذج برنامج بحوث المناخ العالمي. وخلصوا إلى أنه في المتوسط، فإن 10-30 في المائة من الرحلات التي تقلع خلال الحرارة المرتفعة سوف تحتاج إلى أن تكون أخف بكثير للاقلاع من الأرض.

وهذا سيؤثر على كل من الطائرات التجارية المتوسطة والكبيرة. وستتأثر أيضا المطارات ذات المدارج القصيرة، وكذلك المطارات الواقعة على ارتفاعات عالية، بسبب ارتفاع درجات الحرارة الناجمة عن تغير المناخ. ومن المرجح أن يؤدي ذلك إلى مزيد من التأخير والإلغاء نظرا لأن المطارات وشركات النقل الرئيسية  تحاول الاستجابة للمعيار الجديد للحرارة الشديدة.

وسوف تمس هذه التغييرات جميع الفاعلين في الصناعة . حيث سوف تحتاج المطارات إلى إنفاق رأس المال على بناء مدارج أطول، في حين أن شركات الطيران سوف تحتاج إلى صب المال في تحسين التكنولوجيا في أداء المحركات وكفاءة هيكل الطائرة.

وفي الوقت نفسه، فإن مراقبي الحركة الجوية يحتاجون إلى ترتيب الجداول حتى تطير الطائرات خلال فترات الجو الملائم في اليوم. (تستخدم هذه الممارسة بالفعل من قبل المطارات في المدن التي تعاني من الحرارة الشديدة كمطار دبي الدولي، حيث ان بعض الرحلات الجوية يتم برمجتها في الليل أو في الصباح الباكر لتجنب مشكلة الحرارة الشديدة).

توقع المزيد من التأخيرات والإلغاءات

و وفقا لما ذكره التقرير فإن التذبذب في قطاع السفر الجوي في المستقبل سيكون أمرا لا مفر منه، :  “ومع ذلك، وحتى مع التكيف بما في ذلك التصاميم الجديدة للطائرات، فإن أداء الطائرات سيكون من المرجح أن يكون أقل مما كان عليه بسبب كل من آثار انخفاض كثافة الهواء وتدهور أداء المحرك” .

وذلك لأن الحرارة الشديدة تؤثر على قدرة الطائرة على الإقلاع، وخاصة الطائرات الصغيرة التي تستخدمها الخطوط الجوية الإقليمية.

و يجدر الإشارة الى أن أكبر الطائرات المصنعة من قبل “بوينغ” و “ايرباص” لها أقصى درجات حرارة التشغيل 52 درجة. أما الطائرات الصغيرة مثل الطائرات الإقليمية من نوع “بومباردييه” ، يمكن أن تعمل فقط في درجة حرارة قصوى تبلغ 47 درجة.

المصدر