“سبيس إكس” تطلق مركبة الشحن الفضائية “دراغون” المُعاد إستخدامها في مهمة إلى محطة الفضاء الدولية

في الساعات الأولى من صباح اليوم الجمعة ، انطلق صاروخ “فالكون 9”(نسخة بلوك 4) التابع لشركة “سبيس إكس” من محطة كيب كانافيرال في فلوريدا حاملاً معه 2700 كلغ من الإمدادات ، بما في ذلك روبوت مزود بتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي اسمه “CIMON” في مهمة إلى محطة الفضاء الدولية.

و تم إطلاق صاروخ “فالكون 9” والذي كان يحمل كبسولة الشحن “دراغون” على الساعة 09:42 صباحاً بتوقيت غرينتش دون أي مشاكل فنية.

و دخلت كبسولة “دراغون” بنجاح في مدارها المحدد لها للالتقاء مع محطة الفضاء الدولية في غضون ثلاثة أيام ، و نشرت بنجاح أجنحتها الشمسية للتزود بالطاقة اللازمة لرحلتها التي ستستغرق ثلاثة أيام. و بحلول صباح يوم الاثنين (حوالي الساعة 11:00 صباحا بتوقيت غرينتش ) ، من المتوقع أن تصل المركبة الى محطة الفضاء الدولية.

وقال “كيرك شيرمان” مدير برنامج محطة الفضاء في ناسا في مؤتمر صحفي بعد الاطلاق : “كان لدينا صباح جميل. كنت سأقول يحبس الأنفاس ، لكن ربما” الصحوة ” قد تكون الكلمة الأفضل”.

و قالت “جيسيكا جينسين” ، مديرة إدارة مهمة “دراغون” في شركة “سبيس إكس” :  “من البداية ، شرعت سبيس إكس في محاولة تحقيق رؤيتها لجعل رحلات الفضاء مثل الرحلات الجوية التجارية  ونحن نريد أن نجعلها آمنة وميسورة ، و سنعمل على تعزيز معدل إعادة الاستخدام لمركباتنا الفضائية في المستقبل”.

وأضافت : ” هذا هو المفتاح لمستقبل الحضارة حيث لدينا الآلاف إلى الملايين من الناس الذين يطمحون لإستكشاف النجوم و الأسرار العلمية في الفضاء الواسع”.

و كان عملية الإطلاق هي الثانية بالنسبة لكل من كبسولة “دراغون” و معززة المرحلة الأولى لصاروخ “فالكون 9” . و كانت “دراغون” قد زارت محطة الفضاء الدولية في يوليو 2016 ، في حين استخدمت معززة “فالكون 9” في عملية إطلاق المركبة الفضائية “Tess” التابعة لوكالة ناسا في شهر أبريل الماضي.

هذا و لم تحاول “سبيس إكس” اليوم أن تستعيد معززة الصاروخ للمرة الثانية. و هي من نوع “بلوك 4” ، و الذي يعمل برنامج الشركة على إحالته على التقاعد لصالح النسخة الجديدة “بلوك 5”، و سيكون اليوم آخر رحلة على الإطلاق لطراز “فالكون 9 بلوك 4” ، حسبما قال ممثلو “سبيس إكس”.

و حتى الآن ، قامت “سبيس إكس” بإستعادة 25 من معززات المرحلة الأولى ، حيث عملت على إعادة تصميم 14 منها. ويقول “إيلون ماسك” المؤسس و الرئيس التنفيذي للشركة أن هذا اللرقم سيتضاعف خلال السنوات المقبلة لتحقيق رؤيته الطموحة على المدى الطويل.

وقال مسؤولون في ناسا خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد يوم أمس أن أكثر من نصف الإمدادات (1757 كلغ) على وجه الدقة ، هي معدات علمية .

ومن بين الأدوات البارزة في هذه المعدات البحثية ، أداة “NOSA’s Ecosystem Spaceborn Thermal Radiometer” على متن المحطة الفضائية (ECOSTRESS) ، والتي ستقيس درجة حرارة الغطاء النباتي حول الأرض بدقة لا تزيد عن بضعة أعشار درجة.

وقال مسؤولو ناسا إن ملاحظات (ECOSTRESS) ستساعد العلماء على فهم كيفية استجابة النباتات للحرارة ونقص المياه. كما ستساعد الأداة ذات القياسات الدقيقة في الحفاظ على موجات الحرارة في المناطق الحضرية والنشاط البركاني وحرائق الغابات.

وقال “سايمون هوك” الباحث الاساسي في مختبر الدفع النفاث التابع لناسا في باسادينا بولاية كاليفورنيا : “سنتمكن من رؤية شعلة على شاطئ”.

و تحمل “دراغون” أيضا أدوات تجارب علمية مصممة لتحديد ما إذا كانت الخلايا المزروعة في الجاذبية الصغرية يمكن أن تكون بمثابة نظام نموذجي لتقييم فعالية بعض أدوية علاج السرطان. كما تهدف دارسة أخرى إلى تعديل الهندسة الحيوية للطحالب للنمو في الجاذبية الصغرى.

وقال “ديفيد برادي” ، العالم المساعد في دراسات محطة الفضاء الدولية، خلال المؤتمر الصحفي الذي عقد يوم أمس: “إن زراعة الطحالب توفر الإمكانية لتطوير نظام لإعادة تدوير ثاني أكسيد الكربون ، وهو أحد الأشياء التي نحتاجها في أنظمة دعم الحياة لدينا”. “كما يمكن أن يوفر الغذاء لأفراد الطاقم في رحلات الفضاء الطويلة”.

أما الحمولة البارزة في هذه المهمة فستكون روبوت الذكاء الاصطناعي “Crew Interactive Mobile Companion” المعروق اختصارا بـ CIMON، وهو جهد مشترك من وكالة الفضاء الألمانية (DLR) وشركة الطيران “إيرباص”. و يتميز الربوت بشكل دائري، و يزن 5 كيلوغرام والذي سيكون مساعد رواد الفضاء حيث بتتكنولوجيا الذكاء الاصطناعي (نظام Watson من شركة “آي بي إم“) و الذي يمكنه أن يرى ويسمع ويتحدث. مهمته الرئيسية على متن محطة الفضاء الدولية تتضمن توضيح “التعاون بين البشر والآلات الذكية “.

Screenshot_31.jpg

إقامة لمدة شهر واحد

ستبقى “دراجون” متصلة بمحطة الفضاء الدولية لمدة شهر ، لتعود في النهاية إلى الأرض في 2 أغسطس حيث ستجلب معها 1297 كلغ من المعدات العلمية خلال رحلة العودة . المركبة الفضائية هي سفينة الشحن الوحيدة التي تعمل حاليًا على نقل الإمدادات و المصممة من أجل الصمود خلال الرحلة النارية عبر الغلاف الجوي للأرض.

إطلاق اليوم يمثل مهمة الإمداد الخامسة عشر ، والمعروفة باسم CRS-15 ، وذلك في إطار الصفقة التي تقدر قيمتها بمليارات الدولارات مع وكالة ناسا. (يشير مصطلح “CRS” إلى “خدمات إعادة الإمداد التجارية”).

كما تعقد شركة “نورثروب غرومان” صفقة مماثلة مع ناسا ؛ و تقوم الشركة بنقل الحمولات باستخدام المركبات الفضائية “Cygnus” على متن صاروخ “أطلس 5”. (وقعت وكالة ناسا عقد الإمداد هذا مع شركة أوربيتال ATK التي تتخذ من فيرجينيا مقراً لها ، والتي استحوذت عليها “نورثروب غرومان” مؤخراً).

وقالت “جنسن” إن سبيس اكس تعتزم استخدام آخر كبسولة “دراغون” من الجيل الأول خلال مهمة “CRS-20”. بعد ذلك ، ستنتقل الشركة إلى النسخة الجديدة من المركبة الفضائية “دراغون 2”.

فيديو الإطلاق :

“سبيس إكس” تفوز بعقد عسكري لإطلاق قمر صناعي على متن صاروخ “فالكون هيفي” بقيمة 130 مليون دولار

المصدر

تعليقان

    التعليقات معطلة.