شركات الطاقة الخليجية تسجل إصدارات ديون قياسية في عام 2017

كشفت وكالة بلومبيرغ العالمية ان شركات الطاقة الخليجية سجلت إصدارات ديون قياسية هذا العام حيث اتجه المنتجون لاستغلال تكاليف الاقتراض المنخفضة لتمويل الخطط التوسعية.

و اقترض منتجو النفط و مشغلي خطوط الأنابيب و مصافي التكرير في كل من الكويت و الإمارات و السعودية و سلطنة عمان و البحرين و قطر ما قيمته 28.7 مليار دولار من خلال السندات و القروض المشتركة في عام 2017.و قد تجاوزوا بذلك النسبة السابقة قبل عامين، وفقا للبيانات التي جمعتها بلومبيرغ.

و قد اقترضت تلك الشركات حوالي 71.4 مليار دولار في السنوات الثلاث الماضية، أي أكثر من ضعف المبلغ المسجل في الفترة السابقة.

و تراجع مؤشر ديون جي بي مورغان لعائدات الديون المركبة في الشرق الأوسط، و هو مؤشر  يقيس معدلات الاقتراض الإقليمية بمقدار 12 نقطة أساسا ليصل إلى 4.58٪ في عام 2017 و هو أدنى مستوى منذ عامين.

و من المتوقع أن يرتفع الطلب العالمي على الطاقة بنسبة 35 في المائة بحلول عام 2040 اعتبارا من عام 2015 وفقا لتقديرات منظمة البلدان المصدرة للنفط (أوبك). حيث قال محمد باركيندو الأمين العام للمنظمة إن الاستثمار النفطي ضروري الآن لمواجهة هذا النمو والتعويض عن انخفاض الإنتاج في الحقول القديمة.

و قد اتجهت شركات شركات الطاقة الخليجية التي ترجع ملكيتها لدول المنطقة إلى الديون منذ عام 2014 مع انخفاض الإيرادات مع أسعار الطاقة و انخفضت اسعار النفط في المنطقة بنسبة 60 في المائة فى هذه الفترة.

وقال روبن ميلز، الرئيس التنفيذي لشركة Qamar Energy للإستشارات مقرها دبي : “أعتقد أننا سنشهد المزيد من الإقتراض من قبل شركات الطاقة الخليجية الحكومية في عام 2018”. و أضاف انه حتى بعد تسجيل الاقتراض أرقاما قياسية فإن مستويات ديون منتجي الطاقة في الخليج متخلفة عن مستوى الشركات المتداولة في البورصة.

و يخطط منتجو النفط و الغاز في السعودية و الكويت و الامارات لإنفاق أكثر من 600 مليار دولار على مشاريع الطاقة على مدى السنوات الخمس إلى العشر المقبلة كما أعلن مسؤولون في هذه الدول , و بلغت الاستثمارات العالمية للطاقة 1.7 تريليون دولار في عام 2016 وفقا لوكالة الطاقة الدولية.

إستثمارات ضخمة في المستقبل

و أصدرت “خط أنابيب أبوظبي للنفط الخام” و هي شركة تابعة لشركة بترول أبوظبي الوطنية “أدنوك” التي تديرها الدولة سندات بقيمة 3 مليارات دولار في أكتوبر الماضي لتمويل المشاريع.

و قد اقترضت شركة البترول الوطنية الكويتية على 6.2 مليار دولار في شهر مايو لتمويل مشاريع التكرير و الوقود النظيف. كما باعت شركة النفط العربية السعودية سندات بقيمة 3 مليارات دولار في أبريل.

و قامت “وحدة تجزئة الوقود أدنوك” بإصدار قرض و تسهيل ائتماني متجدد بلغت قيمته 2.25 مليار دولار في نوفمبر قبل طرحه العام الأولي هذا الشهر. كما أن شركة أرامكو السعودية لديها ضمان قرض بقيمة ملياري دولار من حكومة المملكة المتحدة في الفترة التي تسبق طرحها المقترح للاكتتاب العام المقبل الذي من المرجح أن يكون الأكبر في التاريخ.

و قال ناصر اليامي مدير عام دائرة المشتريات في أرامكو خلال هذا الشهر إن الشركة تخطط خلال العقد القادم لاستثمار 414 مليار دولار في مشاريع النفط والغاز كما ستنشأ مجمع جديد للبتروكيماويات.

و قال ولي عهد أبوظبي محمد بن زايد آل نهيان في نوفمبر الماضي على موقع تويتر إن شركة أدنوك تخطط لإنفاق 109 مليار دولار على المصافي و مصانع البتروكيماويات و التنقيب عن الغاز خلال السنوات الخمس المقبلة.

و من جانبها تعتزم شركة البترول الكويتية تخصيص إستثمارات بقيمة 112 مليار دولار لمرافق إنتاج النفط و المصافي و مصانع البتروكيماويات و الغاز الطبيعي خلال السنوات الخمس المقبلة.

اقرأ أيضا :


لماذا تتحول دول الخليج العربي الغنية بالنفط إلى مصادر الطاقة المتجددة ؟

المصدر