لأول مرة لم تصنف الولايات المتحدة ضمن المراكز العشرة الأولى في المؤشر العالمي للابتكار لعام 2018 و الذي تشرف عليه وكالة بلومبيرغ منذ ست سنوات.
و يصنف المؤشر دول العالم المتقدمة استنادا الى سبعة معايير ، بما في ذلك الإنفاق على البحث العلمي و التطوير , مستوى الإنتاجية و نسبة الشركات العامة ذات التكنولوجيا المتقدمة.
و قد تراجعت الولايات المتحدة الى المركز الـ 11 من المركز التاسع بسبب انخفاض بنسبة ثماني نقاط في معيار “ما بعد المرحلة الثانوية” و كفاءة التعليم و التي تشمل حصة خريجي العلوم و الهندسة الجدد في القوى العاملة. كما انخفضت الصناعات التحويلية ذات القيمة المضافة. و التي لا يمكن أن تعوض بالتحسن الذي تم تسجيله في درجة الإنتاجية.
وقال “روبرت أتكينسون” ، رئيس مؤسسة تكنولوجيا المعلومات و الابتكار في واشنطن : ” استجابت دول عديدة لسياسات الابتكار الذكية و الممولة تمويلا جيدا مثل تكييف نظام ضريبي أفضل على البحث و التطوير و كذلك زيادة الحوافز، المزيد من التمويل الحكومي للبحوث و المزيد من التمويل لمبادرات التكنولوجيا “.
ومن جهة أخرى قفزت سنغافورة في التصنيف لتتفوق على بعض الدول الأوروبية مثل ألمانيا و سويسرا و فنلندا حيث حلت في المركز الثالث.
وقال “يو كيات سينغ” ، الأستاذ في جامعة سنغافورة للتكنولوجيا و التصميم، في إشارة إلى مجالات STEM (العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات): “لقد ركزت سنغافورة دائما بشكل كبير على تطوير نظام التعليم و خاصة في تخصصات العلوم والتكنولوجيا والهندسة والرياضيات”.
و أضاف “سينغ” الذي يحمل 38 براءة اختراع : “كما أننا لدينا التزام ثابت بتمويل البحث والتطوير والابتكار” .
هذا و تصدرت كوريا الجنوبية قائمة الدول الأكثر ابتكارا في العالم للسنة الخامسة على التوالي. حيث سجلت شركة سامسونج للإلكترونيات، وهي الشركة الأكثر قيمة في البلاد من حيث القيمة السوقية، براءات اختراع أكثر من أي شركة أخرى في العالم باستثناء “آي بي إم” الأمريكية.
كما سجل العملاق الصيني ارتفاعا بنقطتين إلى المرتبة التاسعة عشر، مدعوما بارتفاع نسبة خريجي العلوم والهندسة الجدد في القوى العاملة، و زيادة عدد براءات الاختراع من قبل المبتكرين مثل شركة هواوي.
وقال “برين بانيتشباكدي” ، رئيس شركة CLSA في تايلاند، و هي مجموعة وساطة و استثمارات آسيوية: “إحدى السمات المشتركة للولايات المتحدة و كوريا الجنوبية و الصين هي أن الناس يتقبلون الفشل كجزء من عملية الإبتكار”.
و أضاف : “يتراجع الابتكار في البلدان التي تسيطر فيها ثقافة تجنب المخاطر حيث ينظر إلى البحث و التطوير على أنه مجرد نفقات، و ليس استثمارا و هذه هي العقلية في تايلاند “. و تراجعت تايلاند بمركز واحد عن العام السابق إلى المرتبة 45.
من جانبها تقدمت اليابان، و هي واحدة من ثلاث دول آسيوية في المراكز العشرة الأولى، بفارق واحد إلى رقم 6. كما تقدمت فرنسا إلى المركز التاسع من المركز الحادي عشر،وانضمت إلى خمس اقتصادات أوروبية أخرى في المركز العشر الأولى.
جنوب أفريقيا و إيران تقدما أيضا إلى قائمة أعلى 50؛ و كانت آخر مرة تم إدراجهما في عام 2014. و كانت تركيا واحدة من أكبر الرابحين في تصنيف هذا العام حيث قفزت بأربع نقاط إلى المرتبة 33 بسبب التحسينات في الكفاءة العالية و الإنتاجية .
و يمثل أكبر الخاسرين كلا من نيوزيلندا و أوكرانيا، اللتان تراجع كل منهما أربعة مراتب . حيث أثر مقياس الإنتاجية على تصنيف نيوزيلندا، في حين تأثرت أوكرانيا نتيجة لتراجع مستوى كفاءة التعليم العالي.
و شمل تصنيف “أعلى 50” دولتان عربيتان فقط و هما تونس التي حلت في المرتبة 43 و المغرب التي حلت في المرتبة 50.
و هذه قائمة الدول الأكثر ابتكارا في العالم لعام 2018 :
1- كوريا الجنوبية
2- السويد
3- سنغافورة
4- ألمانيا
5- سويسرا
6- اليابان
7- فنلندا
8- الدنمارك
9- فرنسا
