لأول مرة ، وكالة ناسا تعتمد على قمر صناعي تجاري في بعثتها لدراسة الطقس الفضائي

في نهاية هذا الشهر، ستنطلق بعثة جديدة من وكالة ناسا إلى الفضاء لدراسة كيفية تفاعل الجزيئات النشطة في الطبقات العليا من الغلاف الجوي للأرض في ما يعرف بظاهرة الطقس الفضائي.

و لأول مرة، لن تعتمد البعثة على قمر صناعي كامل لجمع البيانات من المدار، بل على أداة علمية واحدة ستكون مثبتة على قمر صناعي تجاري.

المسبار المضيف يسمى SES-14، و هو قمر صناعي ستعمل شركة SES التي يقع مقرها في لوكسمبورغ على تشغيله . حيث سيتم إطلاق البعثة SES-14 في نهاية هذا الشهر  على صاروخ آريان 5 الأوروبي، و الذي سيستقر في مدار محدد بارتفاع يقدر يحوالي 22،000 ميل فوق سطح الأرض.

و ستعمل أداة ناسا التي تسمى GOLD بعد ذلك على جمع بيانات حول الحدود بين الغلاف الجوي للأرض و الفضاء و هي منطقة تتراوح بين 30 و 600 ميلا و تعرف بالأيونوسفير، والتي تحدث فيها ظواهر الطقس الفضائي.

ما تجمعه أداة GOLD سيساعد العلماء على التنبؤ بشكل أفضل بكيفية استجابة الغلاف الأيوني لأنواع معينة من الظواهر الطبيعية “تسونامي و أعاصير” أو الظواهر التي تحدث على مستوى الطبقات العليا من الغلاف الجوي للكوكب مثل الجسيمات المتدفقة من الشمس .

GOLD لن تكون الأداة الوحيدة التي تقوم بدراسة هذه الظواهر حيث سوف تكون هناك بعثة أخرى لوكالة ناسا تسمى ICON في وقت لاحق من هذا العام و التي ستوضع في مدار أقرب حيث يمكنها جمع المزيد من البيانات عن قرب على طبقة الأيونوسفير.

وقالت “سارة جونز” ، الباحثة في في مركز غودارد لرحلات الفضاء التابع لوكالة ناسا إن : “كل منهما له بعثاته العلمية الخاصة، ولكن المهمتين تكملان بعضهما البعض”.

واحدة من أكبر الظواهر التي ستدرسها بعثة GOLD هي كيفة تفاعل الرياح الشمس مع طبقة الأيونوسفير. على سبيل المثال، تطرح الشمس الكثير من الأشعة فوق البنفسجية الضارة و التي يتم امتصاصها من قبل الغازات الموجودة في الغلاف الجوي حول كوكبنا. وهذا يساعد بالفعل على حماية الإنسان من التعرض لتلك الإشعاعات الضارة.

كما يتعرض كوكب الأرض دوريا لإنبعاثات من الجسيمات النشطة، وهي أحداث تعرف باسم القذائف الكتلية الإكليلية عبر ما يعرف بالرياح الشمسية. وتقول جونز : ” هذه الظواهر يمكن أن تسبب اضطرابات في المجال المغناطيسي للأرض”.

هذه الأحداث يمكن أن يكون لها تأثير كبير على نمط حياتنا في كوكب الأرض، حيث أصبحت طبقة الغلاف الجوي “الأيونوسفير” مكانا للعديد من التقنيات التي نستخدمها في حياتنا اليومية. حيث توجد الأقمار الصناعية المختلفة لتحديد المواقع و الاتصالات و الأرصاد الجوي…

فضلا عن محطة الفضاء الدولية، و الإشارات الراديوية التي تستخدم للاتصال بالسفن و الطائرات، و تيارات كهربائية تتفاعل مع الشبكة الطاقوية الأرض. ومع ذلك، يمكن للعواصف الكبرى في الغلاف الأيوني أن تؤثر على مدارات المركبات الفضائية و تدمر نظم الاتصالات لدينا.

كل هذا يتوقف على كيفية تفاعل طبقة الأيونوسفير مع الإشعاعات الشمسية، و هذا هو السبب الذي جعل العلماء يريدون التنبؤ بشكل أفضل حول كيفية تأثير النشاط الشمسي على الغلاف الجوي العلوي. أما النصف الآخر من الدراسة فيتعلق بما يجري على الأرض: التسونامي، الأعاصير، وحتى الزلازل التي يمكن أن تتأثر بالتفاعلات في الأيونوسفير.


اقرأ أيضا :


علماء يعلنون عن إكتشاف جديد لرواسب جليدية ضخمة تحت سطح المريخ

المصدر