لماذا تحصل مدارس فنلندا على مراكز متقدمة في التصنيفات وتحقق أفضل النتائج ؟

في العام الماضي زار أكثر من 100 وفد أجنبي من منظمات حكومية و غير حكومية العاصمة الفنلندية “هلسنكي”، أملا في معرفة سر نجاح نظام التعليم الذي يسجل المراكز المتقدمة في معظم الإحصائيات.

و يسجل تلاميذ فنلندا أعلى متوسط للنتائج في مجال العلوم والقراءة في جميع أنحاء العالم المتقدم. وكذلك في امتحانات منظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD .و حلت أيضا فنلندا في المرتبة الثانية في مجال الرياضيات، حيث سبقتها كوريا الجنوبية.

و تتمثل الفلسفة الفنلندية في التعليم في إتاحة الفرص لجميع الطلاب للمساهمة حيث لا ينبغي تجاهل فئة من يواجهون صعوبات في التعلم.

و يتم كذلك توفير معلم إضافي في بعض الفصول لمساعدة هذه الفئة. و لكن يتم الاحتفاظ بالتلاميذ جميعا في نفس الفصول الدراسية، بغض النظر عن قدرتهم التعليمية.

و تفتخر وزيرة التعليم الفنلندية بسجل بلدها في هذا المجال ،و لكن تقول أن هدفها التالي هو استهداف التلاميذ الموهوبين.

و قالت : “إن النظام الفنلندي يدعم كثيرا أولئك التلاميذ الذين لديهم صعوبات في التعلم ولكن علينا أن نولي المزيد من الاهتمام أيضا لهؤلاء التلاميذ الموهوبين جدا. الآن بدأنا مشروعا رائدا حول كيفية دعم هذه الكفاءات “.

يعتبر التدريس مهنة مرموقة في فنلندا فمعايير التوظيف في النظام التعليمي مرتفعة، ولهذا يكون المعلمون على درجة عالية من الكفاءة. و يبدو أن نجاح النظام التعليمي في فنلندا جزء ثقافي حيث يدرس التلاميذ في جو مريح و غير رسمي.

1-108.jpg

ووفقا لمنظمة التعاون الاقتصادي والتنمية OECD ، فإن التلاميذ في فنلندا يقضون أقل عدد ساعات في الفصول الدراسية بالمقارنة مع البلدان الأخرى في العالم المتقدم.

و هذا يعكس موضوعا مهما آخر في نمط التعليم في فنلندا ، حيث من الواضح أن النظام المجتمعي يساهم ايضا في تحقيق هذه النتائج المثيرة للإعجاب. حيث يعكف الأولياء على تلقين أولادهم ثقافة المطالعة في المنزل كما أنهم يبقون على اتصال دائم و منتظم مع المدرسة لمعرفة مستوى أبنائهم.

من جهة أخرى تسجل الدولة الاسكندنافية أيضا مستويات منخفضة في الهجرة. لذلك عندما يبدأ التلاميذ دراستهم فإن الأغلبية يتقنون اللغة الفنلندية كلغتهم الأم، مما يزيل عقبة تواجهها المجتمعات الأخرى في كثير من الأحيان.

المصدر