مهندسو ناسا يقومون بتركيب الدرع الحراري لمسبار “باركر سولار” استعدادا لإنطلاق رحلته نحو الشمس الشهر المقبل

في أغسطس المقبل ، ستطلق وكالة ناسا مركبة فضائية جديدة في مهمة من أجل “لمس الشمس” وستحصل هذه المركبة في مهمتها الخارقة على درع حراري شديد التحمل.

و في نهاية شهر يونيو ، قام المهندسون بتثبيت الدرع الحراري الواقي على المركبة الفضائية ، التي أطلق عليها اسم مسبار “باركر سولار” ، في فلوريدا ، حيث يتم إعدادها حاليًا  لعملية الإطلاق. و يأمل العلماء المشرفون على المهمة في مساهمة الدرع الحراري في إبقاء المركبة الفضائية باردة نسبياً حيث تواجه درجات حرارة عالية جدا بالقرب من الشمس.

و تهدف مهمة مسبار “باركر سولار” إلى الاقتراب من الشمس أكثر من أي مهمة سابقة . حيث سيتوضع المسبار على بعد 4 ملايين ميل من سطح الشمس ، أين سيتفاعل مع الهالة الشمسية (الغلاف الخارجي).

و ستساعد قياساته العلماء على معرفة المزيد حول كيفية تدفق الحرارة داخل هذه المنطقة الغريبة من الفضاء، حيث تحصل الجسيمات الموجودة داخل الهالة على حرارة فائقة و تبعث على شكل موجات فيما يعرف بالرياح الشمسية.

Screenshot_25

يمكن أن تختلط هذه الموجات من الجسيمات مع المجال المغناطيسي للأرض ، مسببة عواصف مغناطيسية جغرافية تتداخل مع شبكات الأقمار الصناعية و كذلك شبكة الطاقة. لذا ، تهتم ناسا بالكشف عن الآليات الكامنة وراء هذه الظاهرة لفهم كيفية حدوث الرياح الشمسية بشكل أفضل.

و بما أن المركبة ستقترب إلى هذا الحد من الشمس ، فهي بحاجة إلى طريقة للاحتفاظ ببرودتها . و هنا يأتي دور الدرع الحراري. و الذي يصل وزنه إلى 72.6 كيلوغرام ، و يتكون من طبقتين من الكربون المدعّم بألياف الكربون و التي تحيط بجسم سميك مصنوع من المادة الرغوية .

و يجب أن يحافظ الدرع و الذي يحتوي أيضا طلاء أبيض خاص يعكس حرارة الشمس على جسم المركبة الفضائية وأجهزتها عند درجة حرارة 29.4 درجة مئوية ، وفقا لوكالة ناسا. وعلى سبيل المقارنة ، من المتوقع أن ترتفع حرارة الجانب المواجه للشمس إلى 1371 درجة مئوية.

Screenshot_26.jpg

كما يجب أن يصل المسبار إلى سرعة تبلغ حوالي 700 ألف كلم في الساعة في الفضاء  وهذا لكي يصبح أخف وزنا حتى يستقر في مداره المستهدف. مما يجعله أسرع جسم صناعي في النظام الشمسي. و لفهم سياق هذه السرعة ، فهي تمثل الإنتقال من نيويورك الى طوكيو في أقل من دقيقة.

مع تثبيت الدرع ، فإن “باركر سولار” جاهز للإطلاق. ومن المقرر إطلاق المركبة الفضائية على قمة صاروخ “دلتا 4” الثقيل ، من شركة إئتلاف الإطلاق المتحد في محطة كيب كانافيرال بولاية فلوريدا في 4 أغسطس المقبل.

و بعد إطلاقه ، سيستخدم المسبار جاذبية كوكب الزهرة لتقليص مداره حول الشمس. وستستغرق هذه الرحلة سبع سنوات تقريبًا ، الأمر الذي سيؤدي في النهاية إلى اقتراب “باركر سولار” من مركز النظام الشمسي. ومن المتوقع وصوله الى المدار المستهدف داخل الهالة الشمسية في أواخر عام 2024.


ناسا ستطلق مسبارًا لدراسة “الفقاعة المغناطيسية” التي تحمي نظامنا الشمسي بحلول عام 2024

المصدر