ناسا تطلق المركبة الفضائية “إنسايت” لإستكشاف أعماق المريخ

أطلقت وكالة ناسا بنجاح المركبة الفضائية “إنسايت” المخصصة لدراسة أعماق كوكب المريخ على متن صاروخ “أطلس 5” التابع لشركة ائتلاف الإطلاق المتحد صباح اليوم السبت (5 مايو) من قاعدة فاندنبرغ الجوية في كاليفورنيا.

و إذا سارت الأمور وفقا لبرنامج مهمة ناسا، فإن المركبة الفضائية التي تعمل بالطاقة الشمسية ستهبط على سهل مسطح إلى الشمال مباشرة من خط الاستواء لكوكب المريخ في 26 نوفمبر المقبل ، حيث ستقضي عامين على الأقل في دراسة البنية والتركيب الداخلي للكوكب الأحمر.

تفاصيل بعثة “إنسايت”

Screenshot_18.jpg

ستستفيد “إنسايت” و هي اختصار لبعثة (الاستكشاف الداخلي باستخدام التحقيقات الزلزالية والجيوديسيا والنقل الحراري) من آليتين علميتين للقيام بدراسة القشرة الداخلية لسطح المريخ : الأولى ، و هي مقياس زلزالي (السيسموغراف) يسمى التجربة الزلزالية للهيكل الداخلي SEIS ، و التي سوف تكتشف و تميز الأحداث التي تهز الأرض مثل “الزلازل المريخية” وتأثيرات النيازك. كما أن بيانات SEIS ستساعد العلماء على فهم أفضل لسطح الكوكب الأحمر.

مقياس SEIS يعتبر حساسا و دقيقا جدا ، ونتيجة لذلك ، يجب أن يكون موجودا داخل غرفة مفرغة لخفض الضوضاء. و في أواخر عام 2015 ، لاحظ فريق البعثة حدوث تسرب في غرفة التفريغ . وقد تعذر إصلاح المشكلة في الوقت المناسب للوفاء بالموعد المحدد لعملية الإطلاق المقررة في مارس 2016 ، مما أدى إلى تأخير الإطلاق أكثر من عامين.

وقد حاولت بعثات أخرى في السابق القيام بذلك ، لكنها فشلت. حيث أرسلت ناسا مركبتين فضائيتين  : Viking 1 و Viking 2 إلى المريخ في عام 1976. وكان كلاهما يحملان مقياسا للزلازل ، و لكنها كانت موضوعة فوق المركبة الفضائية حيث كانت تتأرجح تحت تأثير الرياح ، ولهذا لم تكن بياناتها موثوقة للغاية.

و يرجع سبب زلازل الأرض في الغالب إلى نشاط الصفائح التكتونية ، ولكن على كوكب المريخ ، يتوقع العلماء أن الزلازل قد تنشأ من النشاطات البركانية ، أو التصدعات في قشرة الكوكب أو التأثيرات النيزكية. وذكرت ناسا أن : “كل إكتشاف مهما كان صغيرا من شأنه أن يكون بمثابة مصباح كهربائي ينير بنية الجزء الداخلي للكوكب”.

مضيفتا : “من خلال دراسة كيفية إنتشار الموجات الزلزالية عبر طبقات مختلفة من الكوكب (القشرة ، الوشاح واللب) ، يمكن للعلماء استخلاص عمق هذه الطبقات و كيفية تشكلها”.

Screenshot_20.jpg

أما الأداة الأخرى ، فهي حزمة تدفق الحرارة والخصائص الفيزيائية (HP3) ، و التب سوف تحفر إلى عمق 16.5 قدم (5 أمتار) داخل سطح المريخ لتقيس مقدار تدفق الحرارة هناك. و سوف تكشف هذه المعلومات الكثير عن المناطق الداخلية للكوكب وكيف تطورت مع مرور الوقت ، وفقا لفريق البعثة.

و ستجري “إنسايت” أيضًا دراسة أخرى تعرف بتجربة التناوب والهيكل الداخلي باستخدام معدات الاتصالات. حيث سوف يقوم القائمون على عملية الهبوط بمراقبة موقع المركبة بدقة – في حدود 4 إنش (10 سنتيمترات) أو نحو ذلك – في محاولة لرصد التذبذب الطفيف في محور دوران المريخ. و سيقدم تحليل هذه الذبذبات معلومات حول كثافة وحجم نواة الكوكب.

و بالإضافة الى ذلك ، فإن ملاحظات “إنسايت” التي تزن حوالي 790 رطل (358 كيلوغرامًا) ستساعد العلماء على فهم و دراسة تكوين الكواكب الصخرية مثل الأرض ، التي من الصعب تفسير تأريخها المبكر بفضل الجيولوجيا النشطة للغاية.

وقال الباحث الرئيسي في البعثة “بروس بانردت” من مختبر الدفع النفاث التابع لناسا في باسادينا بكاليفورنيا: “إن هدف” إنسايت “ليس أقل من فهم أفضل لتشكل الكوكب الذي نعيش فيه”.

أولى الأقمار الصناعية الصغيرة “كيوب سات” في مهمة نحو كوكب آخر

Screenshot_21.jpg

يبلغ حجم الاستثمار في المهمة حسب ناسا 828 مليون دولار ، وقد ساهمت كل من فرنسا وألمانيا بمبلغ إجمالي قدره 180 مليون دولار ، وذلك عبر تطوير أدوات المركبة الفضائية SEIS و HP3. (قدمت وكالة الفضاء الفرنسية SEIS ، وقام مركز الفضاء الألماني ببناء HP3.)

كما أضافت ناسا ومختبر الدفع النفاث (JPL) (اللذان يقودان مهمة إنسايت) مبلغ إضافي قدره 18.5 مليون دولار لبعثة أخرى تسمى “مارس كيوب ون”  أو MarCO. و التي تحمل ساتلين صغيرن بحجم حقيبة السيارة ، يطلق عليها اسم “Wall-E” و “Eva” .

و سيكون كل من “Wall-E” و “Eva” أول الأقمار الصناعية الصغيرة (كيوب سات) التي تسافر إلى كوكب آخر ، حيث سيقومان بإرسال بيانات حول هبوط إحداثيات “إنسايت” على كوكب المريخ .

الأقمار الصناعية ليست عنصرا أساسا في مهمة “إنسايت”. لكن وكالة ناسا ترغب فقط في معرفة ما إذا كانت هذه المركبات الصغيرة قادرة على جمع وإرسال البيانات في الفضاء السحيق.

وقال “بروس بانيرت” ، الباحث الرئيسي في “إنسايت” ، في بيان لوكالة ناسا  : “في بعض النواحي ، تشبه” إنسايت “آلة الزمن العلمية التي ستوفر معلومات حول المراحل الأولى من تشكيل كوكب المريخ قبل 4.5 مليار عام”.

و أضاف: “سيساعدنا ذلك في تعلم كيفية تشكل العوالم الصخرية ، بما في ذلك الأرض والقمر ، وحتى الكواكب في الأنظمة الشمسية الأخرى.”

 فيديو عملية الإطلاق :

 

اقرأ ايضا : ناسا تختبر بنجاح المفاعل النووي “Kilopower” المخصص لدعم إرسال بعثات مأهولة نحو القمر و المريخ

 

المصادر : 12-3

تعليق واحد

    التعليقات معطلة.