ناسا تعلن إنطلاق العمليات العلمية للمركبة الفضائية “TESS” في مهمتها للبحث عن الكواكب خارج المجموعة الشمسية

بدأت المركبة الفضائية التابعة لوكالة ناسا “TESS”و هي إختصار لـ (القمر الصناعي الماسح للكواكب الخارجية العابرة) عملية جمع البيانات العلمية يوم الأربعاء (25 يوليو) ، على أن تستمر مهمتها لمدة عامين للبحث عن عوالم غريبة حول النجوم التي لا تبعد كثيرا عن نظامنا الشمسي، وفقا لما أعلن عنه فريق المهمة يوم الجمعة (27 يوليو).

و من المتوقع أن ترسل “TESS” أولى البيانات إلى الأرض بحلول منتصف شهر أغسطس ، مع ملاحظات جديدة تصل كل 13.5 يومًا بعد ذلك ، حسبما ذكر أعضاء فريق المهمة في البيان.

وقال “بول هيرتز” مدير قسم الفيزياء الفلكية في ادارة ناسا في البيان : “اشعر بسعادة بالغة لان صائد الكواكب مستعد للبدء في تمشيط الفناء الخلفي لمنظومتنا الشمسية لرصد عوالم جديدة.” “مع وجود المزيد من الكواكب أكثر من النجوم في عالمنا ، أتطلع إلى عوالم غريبة ورائعة لا بد لنا من اكتشافها”.

أطلقت “TESS” في 18 أبريل من قاعدة كيب كانافيرال على متن صاروخ “فالكون 9” (سبيس إكس) إلى مدارها الخاص حول الأرض ثم خضعت لفترة اختبار لضمان أن أدواتها كانت جاهزة للاستخدام. وقد أرسلت أول صورة لها في مايو الماضي و التي أظهرت أكثر من 200 ألف نجم ، حيث يعتقد العلماء ان الكثير من هذه النجوم يمكن أن يصاحبها كوكب واحد على الأقل.

مهمة “TESS” ستسير على خطى تلسكوب كيبلر الفضائي التابع لناسا (الذي يقترب من نهاية مهمته)، و الذي اكتشف خلال مدة عمله أكثر من 2650 من الكواكب الخارجية المؤكدة ، و مثل “كيبلر” ، ستبحث “TESS” رصد ظاهرة تسمى “العبور” ، والتي تحدث عندما يمر الكوكب أمام نجمه حيث يمكن ملاحظة الانخفاض الناتج في السطوع وقياسه باستخدام التحليل الطيفي ، مما يعطي الفلكيين فكرة أفضل عن حجم وتكوين الكوكب.

ولكن في حين كانت مركبة “كيبلر” ترصد رقعة صغيرة من السماء خلال مهمتها الأساسية ، فإن “TESS” سوف تحقق نطاق رصد أوسع في السماء. و لتحقيق ذلك تتموضع “TESS” في رنين مداري مستقر مع مدار القمر بنسبة 2:1 يدعى “P / 2” ، وهو مدار لم يُستخدم في أي بعثة سابقة .

يبلغ ارتفاع هذا المدار الإهليجي 371 ألف كم ، بحيث يتم ضبطه على بعد 90 درجة تقريبًا من موقع القمر لتقليل تأثير جاذبيته على استقرار المركبة. وحسب دراسات العلماء يجب أن يظل هذا المدار مستقرًا لعقود كما سيحفظ كاميرات “TESS” عند درجة حرارة ثابتة.

و يقع المدار بالكامل خارج حزام فان ألن الاشعاعي للإستفادة من  قوة الحقل المغناطيسي الأرضي و تجنب الأضرار الإشعاعية ، و سيكون أدنى ارتفاع مداري تصله “TESS” هو 108 آلاف كم، و الذي ستتم فيه عملية إرسال البيانات التي جمعتها إلى الأرض على مدار ثلاث ساعات تقريبًا.

و حسب تصريح الفريق الذي اشرف على تطوير “TESS” فيتوقع أن يتم إكتشاف حوالي 1600 كوكب خارجي جديد ، بما في ذلك التي تقارب حجم الأرض. وستنظر المهمة في المقام الأول إلى النجوم القزمة M ، وهي أصغر وأبرد من الشمس ، وتشكل غالبية النجوم في مجرة درب التبانة و تسمى أيضًا بالأقزام الحمراء .

… هناك ما يقرب من 20 مليون نجم ستكون مرئية من الكاميرات المتقدمة الحساسة للضوء لـ “TESS” ، حوالي 200 ألف من تلك النجوم “تم اختيارها مسبقا” من قبل الفريق العلمي للتركيز عليها بشكل خاص بسبب قربها و درجة سطوعها.

تحتوي كل كاميرا من كاميرات “TESS” على أربعة أجهزة كشف حساسة (جهاز اقتران الشحنات CCD ) تم تصميمها وتطويرها بواسطة مختبر “لينكولن” التابع لمعهد ماساتشوستس للتكنولوجيا.

و قال “جورج ريكر” ، الذي يقود فريق “TESS” العلمي في معهد “Kavli” للفيزياء الفلكية والفضائية في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا إنه يتوقع أن تعثر “TESS” على 500 إلى 1000 كوكب يتراوح حجمها ما بين واحد إلى ثلاثة أضعاف حجم الأرض.

و أضاف إنه يمكن اكتشاف ما يصل إلى 20 ألف كوكب بحجم نبتون أو المشتري، و سيؤدي ذلك إلى زيادة عدد الكواكب المعروفة خارج نظامنا الشمسي بمقدار خمسة أضعاف أو أكثر .

التلسكوب الذي طال انتظاره

ينتظر علماء الفلك بفارغ الصبر إنطلاق مهمة تلسكوب جيمس ويب الفضائي و الذي سيكون الأداة الحاسمة التي ستساعد على معرفة المزيد عن طبيعة هذه الكواكب الخارجية البعيدة. ومن المقرر إطلاق التلسكوب في أوائل عام 2021.

وسوف يتمكن تلسكوب جيمس ويب الذي تم تأجيل مهمته لعدة مرات من استكشاف أجواء بعض هذه العوالم ، والتعرف على تكوينها الكيميائي والبحث عن أدلة على أن الكواكب قد تكون صالحة للحياة.

وبمجرد إطلاقه ، سيكون التلسكوب الضخم : “قادرًا على البحث عن التوقيعات المميزة للمواد في أجواء تلك الكواكب … و التي من المحتمل أن تكون آثارا للحياة الميكروبية” .

و أشار “ريكر” الى ان مهمة التلسكوب ستكون مكملة لما ستحققة “TESS” و التي من المتوقع تمديد مهمتها فهي مزودة بوقود كافي لعملها لعدة سنوات أخرى ، و قال : “يمكنك الخروج في ليلة مظلمة ، ويمكنك رؤية 6000 نجم أو ما شابه في السماء بالعين المجردة”. “سننظر في كل واحدة من تلك النجوم”.

وقال “ستيفن رينهارت” الباحث في مركز غودارد لرحلات الفضاء التابع لناسا : “إن TESS تفتح الباب لنوع جديد من الدراسات و التي ستمكننا من دراسة الكواكب الفردية و كذلك تحديد الاختلافات بينها. كما ان الأهداف التي حددها الفريق العلمي ستوفر مواضيع قيمة للبحوث لعدة عقود قادمة “.

و أضاف : “لا أعتقد أننا نعرف كل شيء ستقوم به TESS و بالنسبة لي ، فإن الجزء الأكثر إثارة في أي مهمة هي النتائج غير المتوقعة و التي لم نخطط لها”.

يوضح الفيديو أدناه كيف ستقوم “TESS” بإجراء عملية المسح

ناسا تطلق القمر الصناعي “HaloSat” لدراسة هالة مجرة درب التبانة

المصدر

5 تعليقات

    التعليقات معطلة.