ناسا تكشف عن مركبتها الفضائية الجديدة “روفر” لبعثة المريخ 2020

منذ أن تم إكتشاف المحيط الكوني للأرض و النظام الشمسي من قبل العلماء مثل نيكولاس كوبرنيكوس، غاليليو غاليلي، يوهانس كيبلر و إسحاق نيوتن يبقى السؤال الكبير الذي يراود البشرية حول إمكانية دعم  أي من الكواكب و الأقمار الأخرى في مجرتنا للحياة ؟.

النظام الشمسي الذي ننتمي إليه هو في الواقع صغير جدا بالمقارنة بالمجرات الكثيرة الأخرى و ملايين السنوات الضوئية بين النجوم، و لوضع هذه المسافة في المنظور  أطلقت وكالة ناسا بعثة “نيو هورايزونز”  في يناير 2006 و التي تهدف دراسة بلوتو و هو الكوكب الأكثر بعدا في النظام الشمسي حيث لم تحقق المركبة هذا الهدف الا بعد رحلة طويلة تكللت بالنجاح في صيف عام 2015.

و استغرق الأمر حوالي 10 سنوات لهذه البعثة لتكون قادرة على رؤية بلوتو و هي المرة الأولى التي نصل فيها الى هذا الحد. و لكن التركيز الآن هو على كوكب ليس بعيدا عنا و الذي من المحتمل أن يستضيف الحياة لأنه كان كذلك قبل مليارات السنين.

بعثة المريخ 2020

و قد دأبت وكالة ناسا على دراسة هذا الكوكب منذ سنوات و أرسلت أجهزة و روبوتات لجمع البيانات من سطح الكوكب الأحمر و تخطط ناسا الآن لبعثة المريخ 2020 وقد قامت بتطوير مركبة روبوتية “روفر” لذلك.

الروفر الجديد يبدو إلى حد كبير مثل مركبة البعثة السابقة “كيوريوسيتي” ، ولكن المركبة المتطورة تحتوي عل سبعة أدوات جديدة من حيث تصميمها و قدراتها على التحكم الآلي.

و يجري تطوير هذا الجهاز الجديد في مختبر ناسا للدفع النفاث في باسادينا، كاليفورنيا، والذي سيكون مقر إدارة المهمة و التي تشمل مرحلة “كروز المريخ 2020” و التي ستعمل على نقل المركبة عبر الفضاء وكذلك تشغيل الأداة الخاصة بالهبوط ، عبر “sky crane” التي تعمل بالطاقة الصاروخية والتي من شأنها أن تضعها بنجاح على سطح الكوكب.

الروفر لديه أهداف جديدة لتحقيقها و بالتالي سيتم تحميله مع آخر الأدوات المتطورة. و يقوم مركز JPL أيضا بتطوير تكنولوجيا هبوط جديدة تسمى الملاحة النسبية.حيث مع اقتراب مرحلة الهبوط على سطح المريخ سيتم استخدام تقنيات الرؤية الحاسوبية لمقارنة المشهد مع خرائط التضاريس المدروسة مسبقا.

تم تصميم الروفر في البداية لقطع مسافة 100 متر لكل sol(يوم المريخ الذي هو حوالي 24 ساعة و 40 دقيقة) على الرغم من أنه يمكن تحقيق مدى أبعد من ذلك بكثير و لكن هناك سبب وجيه وراء ذلك ففي حين يستمر اليوم على المريخ يمكن للشمس توفير سوى ما يكفي من القوة لدفعها لمدة أربع ساعات.

كما أن وقت الاتصال بين الأرض والمريخ حوالي 20 دقيقة، وبالتالي الانتقال بين التضاريس و المواقع يمكن أن يكون تحديا. فوحدة تحكم الروفر لا يمكن أن ترسل مايحدث على الفور .

أثناء القيام بعمليات على سطح المريخ يتلقى الروفر مجموعة جديدة من التعليمات في بداية كل يوم. و التي ترسل من قبل العلماء و المهندسين على الأرض لتحديد الأهداف.

تحتوي المركبة على أداة لإلتقاط العينات الصخرية و يتم تخزينها بعد ذلك لجمعها من قبل البعثات في المستقبلية.

المصدر