“ناسا” تعلن إلغاء بعثة استكشاف سطح القمر

أعلنت وكالة ناسا عن إلغاء مهمتها الروبوتية المخصصة لإستكشاف سطح القمر . وبحسب ما ورد في البيان أوقفت ناسا تطوير بعثة “مستكشف الموارد” و هب مركبة روبوتية صغيرة صُنعت لاستخراج مواد مثل الهيدروجين والأكسجين والماء من الرواسب الجليدية على سطح القمر.

وقد أثارت هذه الخطوة غضب العديد من العلماء ، وهم الآن يناشدون المسؤول الجديد في ناسا بإبقاء البرنامج قيد التطوير، في إشارة منهم الى أنها مهمة حاسمة للمساعدة في إرسال البشر إلى القمر.

و وفقا لمجموعة تحليل استكشاف القمر (LEAG) ، وهي مجموعة من العلماء التي تجري تحليلات لبعثات ناسا القمرية ، توقف العمل على البعثة في 23 أبريل ، و ستغلق نهائيا بحلول نهاية مايو المقبل.

و كان الهدف الرئيسي لمهمة “مستكشف الموارد” هو مساعدة ناسا على فهم أفضل لنوعية المواد الموجودة في أقطاب القمر. و لقد أثبتت الدراسات و المركبات الفضائية المختلفة التي أرسلتها الوكالة من قبل وجود الماء على سطح القمر في شكل رواسب جليدية .

Screenshot_12.jpg

و تأتي معظم هذه البيانات من مركبة “مستكشف القمر المداري” التابعة لناسا ، والتي تدور حول مدار القمر ، واثنتين من المركبات الفضائية التي ارسلت في السابق إلى القمر للحصول على قياسات سريعة لتكوين سطحه. و سيقوم “مستكشف الموارد”(في حالة اعادة بعث البرنامج) بفحص هذا الماء الجليدي لفترة طويلة من الزمن ، لسيستكشف المزيد عن ماهيته و مدى كثافته.

ويقول “فيليب ميتزجر” ، فيزيائي الكواكب في جامعة سنترال فلوريدا ، والذي هو جزء من فريق العلوم في المهمة ، لـ “ذا فيرج“: “هذه المعلومات الحيوية يمكن أن تغير بشكل جذري كيفية تخطيطنا للبعثات القمرية المستقبلية. و بقترح العلماء فكرة تعدين جليد الماء في القطبين ، لتحويله إلى مياه شرب أو وقود صاروخي. ولكننا لن نعرف ما إذا كان بإمكاننا حتى الوصول إلى هذا المورد الثمين ما لم نرسل روبوتًا هناك للتحقق من المنطقة أولاً ، والآن قامت ناسا بإلغاء أسرع طريقة لتحقيق ذلك”.

و أضاف : “لا توجد مهام أخرى حاليا تخطط فيها وكالة ناسا للذهاب إلى سطح القمر”.

و أصدرت وكالة ناسا بيانا بعد نشر التقرير ، قائلة إن بعض الأدوات من هذه البعثة ستستخدم في بعثات أخرى ستهبط على القمر في وقت لاحق. و كان الرد غير واضح تماما حول مصير المركبة.

و قال “جيم بريندشتاين”، مسؤول إدارة ناسا في تغريدة : “نحن ملتزمون باستكشاف القمر ، أدوات هذه البعثة سوف تمضي قدمًا في مهمات مستقبلية موسعة لإسكتشاف سطح القمر”.

و يبدو أن هذا الإلغاء يختلف مع خطط الإدارة الحالية لوكالة ناسا. و في نوفمبر المضي ، قام الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بدعم وكالة الفضاء لإرسال البشر إلى القمر.

ولهذا السبب قامت مجموعة من العلماء في مجموعة تحليل استكشاف القمر (LEAG) ، التي تقدم المشورة لوكالة ناسا حول استكشاف القمر ، رسالة إلى “بريندشتاين”، تحثه فيها للعدول عن القرار إلغاء المهمة.

Screenshot_14.jpg

بعثة “مستكشف الموارد” 

تتألف بعثة “مستكشف الموارد” من عنصرين رئيسيين: مركبة هبوط و مركبة تعمل بالطاقة الشمسية مزودة بمثقاب للحفر، والتي من شأنها أن تبحث في المواد الموجودة على سطح القمر لتحليلها. وحسب ناسا لم يتم تمويل البعثة بالكامل بعد ، و لكن العلماء يعملون على تطويرها منذ أربع سنوات.

و قام مهندسو ناسا بتحسين تصاميم الأجهزة ، بالإضافة إلى معرفة نوع الأدوات التي يريدون استخدامها. حتى أنهم اختبروا نموذجًا أوليًا هنا على الأرض في عامي 2015 و 2016.وكان هذا النموذج جاهزًا لإجراء مراجعة التصميم الرئيسية بحلول نهاية العام ، بهدف إطلاقه في عام 2022 .

و يتوقع “ميتزجر” ، الذي أكد الإلغاء لـ “ذا فيرج” ، أن المشكلة بدأت عندما تم نقل البعثة إلى مديرية مختلفة داخل ناسا. و في الأصل ، تم تمويل البرنامج من خلال مديرية بعثة الاستكشاف والعمليات البشرية، ولكن تم تحويله بعد ذلك إلى ميزانية مديرية البعثات العلمية (SMD).

وقال “ميتزجر” : “أنا لا أعرف حقاً ما هو الدافع ، لكني أعتقد أنه من المحتمل أن يكون ذا صلة بالميزانية” ، مضيفا أن الوكالة تعمل حاليا على برنامج الاستكشاف البشري لإطلاق صاروخ جديد عملاق ، وهو نظام الإطلاق الفضائي ، الذي يستحوذ على جزء كبير من ميزانية الاستكشاف البشري السنوية. كما أنه متأخر عن جدول المواعيد ، لذا فقد تم نقل بعثة  “مستكشف الموارد” إلى مديرية البعثات العلمية لتحرير الأموال لمنع المزيد من التأخير.

“كان يجب على البعثة أن تبقى في برنامج الإستكشاف البشري طوال الوقت” ، يقول “ميتزجر”. و في نهاية المطاف ، سيخبرنا “مستكشف الموارد” ما سيفعله رواد الفضاء في ناسا عندما يصلون إلى هناك. وسينفق رواد الفضاء الكثير من الوقت في دراسة جيولوجيا القمر، ولكن أيضًا سيفيدنا في تطوير تقنيات جديدة للاستفادة من موارد القمر ، مثل رواسب المياه الجليدية.

و يمكن استخدام هذه الموارد بطرق مختلفة. حيث يمكن فصل المياه عن بعضها البعض وتحويلها إلى وقود صاروخي لاستخدامه بعد ذلك لإطلاق مركبة فضائية من وإلى سطح القمر. و بهذه الطريقة ، لن تحتاج ناسا إلى حمل كل وقودها من الأرض لمهمة القمر ، والتي يمكن أن تكون ثقيلة ومكلفة على حد سواء.

بالإضافة إلى ذلك ، هناك مؤشرات على وجود الكربون في الترسبات الجليدية . و الذي يمكن استخدامه في صنع البلاستيك لحماية الموائل من الإشعاع. و يقول “ميتزجر” : “إذا تمكنا من إثبات أننا نستطيع الوصول إلى الماء على القمر ، يمكننا البدء في تصميم المعدات التي سنبي بها أول مستوطنة هناك”.

و بالنسبة للعلماء يمثل هذا الإلغاء البدء من الصفر عندما يتعلق الأمر بإرسال رواد فضاء إلى القمر. و يقول “ميتزجر” : “يتحدث الناس حول ، كيف يمكننا القيام بمهمات للهبوط على سطح القمر في أسرع وقت ممكن؟ حسناً ، هذه هي المهمة الوحيدة التي طورناها للذهاب إلى القمر ، إنها في الواقع مهمة فائقة الأهمية”.

 

اقرأ أيضا : “ناسا” تكشف عن أحدث مركباتها الفضائية “كيوب ون” و التي سيتم إرسالها مع بعثة “إنسايت” الى المريخ

 

 

المصدر

4 تعليقات

    التعليقات معطلة.