“نيو هورايزونز” تلتقط أولى الصور لهدفها التالي في حزام كويبر … كويكب “Ultima Thule”

كشفت وكالة ناسا عن صور جديدة التقطتها المركبة الفضائية “نيو هورايزونز” (و التي حلقت لأول مرة بالقرب من كوكب بلوتو في عام 2015) لهدفها التالي على حافة النظام الشمسي باستخدام جهاز التصوير الاستطلاعي بعيد المدى (LORRI).

و التقط المسبار البعيد صوره الأولى للكوكيب الصخري الصغير وهو جسم جليدي يبلغ قطره حوالي 30 كيلومترا  ، و الذي أطلق عليه اسم ‘ألتيما ثول” . في معلم رئيسي جديد لفريق بعثة “نيو هورايزونز” الذين يستعدون لإقتراب المركبة الفضائية من الكويكب بحلول عام 2019.

و تشق “نيو هورايزونز” طريقها البعيد إلى “ألتيما ثول” منذ أكتوبر 2015 ، بعد بضعة أشهر فقط من وصولها الى بلوتو في يوليو . و بعد ذلك ، قررت ناسا تمديد المهمة حتى يتسنى للمركبة أن تطير الى هدف آخر بعيد في النظام الشمسي.

و اختار فريق البعثة الكويكب الصغير والذي يُعرف أيضًا باسم “MU69 2014” ، نظرًا لموقعه المثالي بعيدًا عن بلوتو ، حيث لن تحتاج المركبة الى الكثير من الوقود لتغيير مسارها.

و ينتظر علماء الكواكب على وجه الخصوص زيارة المركبة الفضائية لـ “ألتيما ثول” الذي يقع ضمن حزام كويبر (السحابة الضخمة من الصخور الجليدية التي تدور حول نيبتون).

و يعتقد العلماء أن الأجسام الموجودة في حزام كويبر لم تتغير كثيراً منذ نشأة النظام الشمسي. لذلك تعتبر هذه العوالم بدائية جدا ويمكن أن تفيدنا في دراسة بدايات الكون . و علاوةً على ذلك ، لم ترسل نسا بعثة لدراسة هذه الأجرام من قبل ، لذلك لا أحد يعرف حقًا ما سنجده هناك.

حتى الآن ، تمكن علماء الفلك فقط من تصوير “ألتيما ثول” مباشرةً باستخدام تلسكوب هابل الفضائي. ولم تكن تلك الصور دقيقة لأن الجسم الجليدي صغير ويدور على بعد 6 مليارات كيلومتر تقريبًا من الأرض. و للحصول على فهم أفضل لما يبدو عليه ، حاول فريق “نيو هورايزونز” أيضًا اكتشاف الصخرة بضع مرات من الأرض من خلال رصد ظاهرة “العبور” بالإعتماد على التلسكوبات و التي ساهمت في فهم أفضل لتبيان الشكل و الحجم الحقيقي للكويكب .

الصور الجديدة لا تقدم لنا المزيد من الوضوح. و في الوقت الحالي ، لا يزال “ألتيما ثول” يظهر على أنها مجرد بقعة ضوئية في صور “نيو هورايزونز”، حيث أنه يبعد حوالي 160 مليون كيلومتر عن المركبة.  و من الصعب أيضا تحديده بشكل خاص حيث تم تصويره في حقل من النجوم الساطعة ، مما يجعل من الصعب رؤية الكويكب الباهت والصغير.

وقال “هال ويفر” ، أحد علماء  البعثة ، في بيان: “إن الأمر يشبه العثور على إبرة في كومة قش”. “في هذه الصور الأولى ، يظهر الكويكب فقط على شكل نتوء على جانب النجوم الخلفية التي هي 17 مرة أكثر إشراقاً منه ، لكن ألتيما ثول سيصبح أكثر سطوعًا ويسهل رؤيته مع اقتراب المركبة الفضائية منه بحلول عام 2019”.

Screenshot_14.jpg

و تسير “نيو هورايزونز” حاليًا نحو “ألتيما ثول” بسرعة تزيد عن 50 ألف كيلومتر في الساعة ، ومن المقرر أن تصل اليه في حدود الساعة 4:33 صباحًا بتوقيت غرينيتش في 1 يناير 2019. وستستمر المركبة في التقاط صور للجسم حتى ذلك الحين ، مما سيساعد فريق المهمة على تعديل المسار.

و ستكون هذه المهمة أبعد عملية استكشاف لجسم كوكبي في التاريخ ، مما سيؤدي إلى كسر الرقم القياسي الذي سجلته “نيو هورايزونز” بوصولها الى بلوتو في يوليو 2015 على مسافة تقدر بنحو 1.6 مليار كيلومتر .

كما ان هذه الصور أيضًا هي أبعد ما تكون عن الشمس ، حيث حطمت المركبة الرقم القياسي الذي وضعته صورة المركبة الفضائية “فوياجر 1” للأرض التي تم التقاطها في عام 1990. (حطمت “نيو هورايزونز” الرقم القياسي لأبعد صورة من الأرض في ديسمبر 2017 ).

و تم التقاط صور “نيو هورايزونز” في نفس الوقت الذي رصدت فيه مركبة فضائية أخرى تابعة لوكالة ناسا ، و هي “اوسايرس-ركس” ، هدفها لأول مرة. و هذه المركبة في طريقها الآن إلى كويكب يدعى “بينو 101955” من أجل الحصول على عينة من سطح الكوكيب وإعادتها إلى الأرض.

أطلقت “اوسايرس-ركس” في سبتمبر 2016 ، في مهمة لدراسة هذا الكويكب ، وهو عالم مظلم وغني بالكربون يبلغ قطره حوالي 500 متر.

كما أن “اوسايرس-ركس” ستكون على موعد مع علامة فارقة أخرى حيث في 31 ديسمبر المقبل ، سوف تدخل في مدار حول “بينو 101955” ، حيث ستبدأ مهمة رسم خرائط لمدة عام لمعرفة أفضل مكان لجلب عينة من سطح الكويكب.

هل إنتهت مهمة المركبة الفضائية “أبورتيونيتي” بعد مرور أكثر من شهرين على دخولها في حالة سبات ؟

المصدر