5 عادات سيئة تقتل خلايا الدماغ

خلافا للاعتقاد السائد ، ليس لدينا كمية محدودة من خلايا الدماغ . بالتأكيد فإن معظمها ينمو في وقت مبكر من الحياة، ولكن بعض مناطق الدماغ تواصل نموها إلى مرحلة البلوغ وما بعدها تُعرف باسم تكوين الخلايا العصبية neurogenesis.

الحصين hippocampus هو واحد من هذه المناطق، و الذي يعتبر من بين المناطق الأكثر أهمية في الدماغ ، و يلعب دورا كبيرا في الحفاظ على قدرات الذاكرة و العاطفة و التعلم.

و لكن مع تقدمنا ​​في السن، هناك عدد من العوامل التي تؤثر على الخلايا العصبية و خلايا الدماغ .

و في مايلي 5 من العادات الاكثر شيوعا التي تقتل خلايا الدماغ :

1- قلة النوم

توصي المنظمات المختصة بالصحة معظم البالغين بالحصول على ما بين سبع وتسع ساعات من النوم كل ليلة، ولسبب وجيه. حيث هذا يعطي أدمغتنا وقتا كافيا لتنظيم مراحل النوم، والتي تصبح تدريجيا أكثر عمقا للوصول الى مرحلة (REM (rapid eye movement للعودة والبدأ من جديد .

إن الوصول إلى مرحلة (REM (rapid eye movement مهم لأنه خلال هذا الوقت يعمل الدماغ جاهدا للحفاظ على النوم – عن طريق التسبب في شلل في الأطراف أثناء النوم .و هذا مهم لتنشط  مناطق الدماغ المسؤولة عن التعلم. عندما يتم توحيد الذاكرة وتخزينها، ويتم تجديد مستويات الطاقة.

مع ذلك، فإنه ليس من المستغرب أن الشخص الذي يتعرض لقلة النوم سيكون له صعوبة في التركيز، واتخاذ القرارات، والانخراط في التعلم والمواقف الاجتماعية.

أظهرت دراسة من العام الماضي كيف تتسبب هذه الآثار في خطر تلف الدماغ. حيث وجدت الخلايا العصبية في المنطقة المنتجة للطاقة من الدماغ تسمى كوروليوس (LC) ميتة بسبب عدم الحصول على النوم الكافي.

دون هذه الخلايا المنتجة للطاقة، أجسادنا غير قادرة على العمل بشكل صحيح. ووجدت دراسة أخرى أن الحرمان من النوم يمكن أن يسبب انكماش في القشرة المخية والحصين، وخاصة فوق 60 سنة، مما يشير إلى أن النوم يصبح أكثر أهمية مع التقدم في العمر.

2- التدخين

أكثر من 42 مليون بالغ يدخنون السجائر في الولايات المتحدة؛ وهذا ما يقرب من واحد من كل خمسة أشخاص. ومع كل عملية يستنشقون أكثر من 7000 مادة كيميائية سامة، منها 69 مادة تسبب في الإصابة بالسرطان. التدخين يسبب مجموعة كاملة من الأمراض الأخرى، أيضا، من التهاب الشعب الهوائية المزمن إلى انتفاخ الرئة، وأمراض القلب والسكتة الدماغية.

السكتة الدماغية، في حد ذاتها، وقد تبين أن سببها تلف في الدماغ، ولكن مع كل هذه السموم، هناك ما يؤثر على وجه التحديد في الدماغ.

اتضح أن هناك العديد منها. في دراسة أجريت عام 2002 من المعهد الوطني للبحوث الصحية والطبية في فرنسا، وجد العلماء أن الفئران المدمنة للنيكوتين تولد 50٪ من الخلايا العصبية أقل في منطقة الحصين.

وتلك التي أخذت جرعات أعلى من النيكوتين شهدت أيضا معظمها موت الخلايا الدماغية. و وجدت دراسة أخرى من الهند أن مركب في السجائر، يدعى NNK، يمكن أن يسبب استجابة مبالغ فيها في خلايا الدم البيضاء في الدماغ، مما يجبرهم على مهاجمة خلايا الدماغ السليمة أيضا.

ويعتقد الباحثون من دراسة الفئران أن النتائج التي توصلوا إليها يمكن أن تفسر لماذا يتعرض المدخنون الذين يحاولون الإقلاع لتجربة في المشاكل المعرفية قصيرة الأجل.

3- جفاف الجسم “التجفاف”

” 75 في المئة من الدماغ مكون من الماء”.

التَجْفاف Dehydration يحدث عندما يفقد الجسم كمية من السوائل وخاصة الماء، أكثر من الكمية المستهلكة. يفقد جسم الإنسان الماء خلال النشاط الجسماني اليومي من خلال التبخر في التنفس، العرق، البول والبراز.

قد يحصل التجفاف عند الكبار والأولاد بآليتين اثنتين: فقدان الكثير من الماء أو قلة تناول السوائل.

النشاط الجسماني الزائد يسرّع عملية فقدان الماء من الجسم. وهكذا، فإن النشاط الجسماني الزائد، وخاصة في ظروف بيئية تسودها الحرارة المرتفعة والرطوبة العالية، يسبب فقدان كميات كبيرة من الماء عن طريق التعرق.

إذا لم يزداد استهلاك الماء في هذه الظروف بشكل متناسب، يحدث التجفاف. لدى ارتفاع درجة حرارة الجسم يزداد إفراز الماء، سواء عن طريق التعرق أو بسبب ارتفاع كمية المياه المتبخرة بواسطة التنفس. وقد يكون فقدان الماء كبيرا وجديا في حالات متطرفة، مثل ضربة الحر (Hyperthermia) وكذلك شرب الكحول.

إن تناول كميات قليلة، غير كافية، من الماء هو أمر شائع بشكل خاص لدى الأطفال أو المسنين أو المقعدين غير المستقلين، والذين هم في حاجة إلى أشخاص آخرين لكي يزودوهم بالماء بشكل منتظم.

4- الضغط العصبي و القلق

معظمنا يمكن أن يتعرض لمواقف مستعصية في يوم واحد أو على مدار أسبوع. في محاولة لحل الكثير من المشاكل المجهدة. ولكن كل هذا يضع ثقله  على الجسم، الذي غالبا ما يساعدنا على التركيز الأفضل.

ومع ذلك، فإن الجسم لا يمكن ان يتحمل الكثير من الضغط، وبعد نقطة معينة، فإنه سوف يؤدي إلى نتائج عكسية، مما يتسبب في التهيج، والضغط  وقتل طاقتنا.

كل هذا يرتبط بهرمون الإجهاد الكورتيزول، الذي يفرز من الغدة الكظرية خلال لحظات الاجهاد. الهرمون ينشط في العديد من العمليات البيولوجية  لتحويل الطاقة التي نحن في الحاجة إليها. الهضم، على سبيل المثال، يتوقف عندما يزيد معدل ضربات القلب.

ومع ذلك، يمكن أن تكون مستويات الكورتيزول مفرطة في الأشخاص الذين يعانون من إجهاد مزمن بحيث ينتهي الدماغ إلى إنتاج المزيد من الخلايا الدبقية myelin وعدد أقل من الخلايا العصبية، وذلك وفقا لدراسة أجريت في العام الماضي. الخلايا الدبقية myelin هي التي تشكل المادة البيضاء في الدماغ، وتحفز التواصل بين الخلايا العصبية. غير أن هذه التغيرات في الدماغ قد تسهم في خطر إصابة الشخص بأمراض الصحة العقلية مثل الفصام و القلق المزمن.

5- المخدرات

المخدرات مثل الكوكايين، الميثامفيتامين، أملاح (الكاثينونات الاصطناعية)، و  (الإكستازي) جميها  تنشط نظم المكافأة في الدماغ، مما يثير السيروتونين العصبي والدوبامين، والنورادرينالين.

حيث إن إطلاق كل هذه الناقلات العصبية يمكن أن يسبب ارتفاع النشوة وجعل المستخدم نشطا بشكل خاص، كما أنها تضر الخلايا العصبية المسؤولة عن افراز المواد الكيميائية . ونتيجة لذلك تطوير تعامل الجسم مع الدواء المخدر، الأمر الذي يجبرهم على طلب المزيد مع مرور الوقت لتحقيق مستوى اعلى والذي يسبب مزيد من الأضرار على الخلايا و حتى قتلها.

في دراسة أجريت عام 2003 حول الكوكايين، درس الباحثون عينات من الدماغ من 35 مدمنا من الكوكايين  وقارنوهم بأدمغة 35 من غير المدمنين. وجدوا أن مستويات الدوبامين كانت أقل بكثير في أولئك الذين استخدموا الكوكايين، وخاصة في أولئك الذين كانوا يعانون من الاكتئاب أيضا، مما يشير إلى وجود عدد أقل من الخلايا العصبية المنتجة للدوبامين.

ويعتقد الباحثون أن هذا الضرر لخلايا الدماغ هو ما يؤدي إلى إدمان المخدرات، حيث يجد المستخدم أنه من الصعب تدريجيا أن يشعر بحالة جيدة من تلقاء نفسه وبحالة طبيعية.

اقرأ أيضا :


دراسة جديدة تبين تأثير إدمان استخدام الهواتف الذكية على كيمياء الدماغ

المصادر : 1 2