ناسا تستعد لإطلاق قمر صناعي مزود بأكثر أجهزة الليزر الفضائية تطورًا لدراسة ذوبان جليد الأرض

تستعد وكالة ناسا لإطلاق قمر صناعي يستخدم اشعة ليزر متطورة لدراسة تغيرات طبقات الجليد على الأرض في مهمة ستستمر لمدة ثلاث سنوات.

يطلق على القمر الصناعي اسم “ICESat-2” ، و الذي من المقرر إطلاقه منتصف الشهر الحالي .و سيتمكن القمر الصناعي من قياس الإختلافات في سماكة طبقات الجليد من موسم إلى آخر ، بدقة تصل إلى 0.5 سنتيمتر.

وقال “توم واغنر” عالم ناسا المتخصص في دراسة الجليد : “المناطق التي نتحدث عنها شاسعة .. أعتقد أنها بحجم الولايات المتحدة أو أكبر  .. والتغييرات التي تحدث عليها يمكن أن تكون صغيرة للغاية” .

و أضاف : ” ICESat-2 سيستفيد من أداة يمكنها إجراء قياسات متكررة بطريقة دقيقة جدًا على مساحة كبيرة ، وهذا هو السبب في أن السواتل هي طريقة مثالية لدراستها”.

و في حين أن المهمة هي الأمثل لدراسة الجليد في القطبين ، فإن بياناته يمكن أن تساعد العلماء أيضًا في دراسة الغابات.

و سيعمل مشروع “ICESat-2” ، الذي يكلف أكثر من مليار دولار على خطى المشروعين الرئيسيين السابقين لناسا لرصد تغيرات طبقات الجليد.

في عام 2003 ، أطلق القمر الصناعي “ICESat” في مهمة استمرت لمدة سبع سنوات من قياسات ارتفاع الجليد ، و نظرًا لأن خليفته  “ICESat-2” لم يكن جاهزًا للإطلاق عندما انتهت المهمة الأصلية ، صممت وكالة ناسا مهمة مستعجلة مستندة إلى طائرة تسمى “Operation IceBridge” لتتبع مناطق الجليد.

لقد تفوقت ناسا في دراسة وقياس المناطق التي يغطيها الجليد في منذ عقود ، حيث تتقلص صفائح الجليد وتتقلص في بعدين مع تغير الفصول وارتفاع درجة حرارة الأرض. ولكن كما يعلم أي شخص ، فإن الجليد يأتي في صورة ثلاثية الأبعاد ، أما كاميرات المركبات الفضائية فهي تكافح لقياس هذا البعد الثالث وبالتالي يأتي دور أشعة الليزر.

و حتى الآن ، فقياسات ناسا تجلب أنباء غير سارة . “وقال واغنر” : “ما وجده ICESat هو أن الجليد البحري ينكمش في الواقع”. “ربما خسرنا أكثر من ثلثي الجليد بالرجوع الى الثمانينيات”.

وقال “توم نيومان” ، نائب مدير مشروع “ICESat-2” ، خلال مؤتمر صحفي لناسا : “ICESat-2 هي بالفعل أداة ثورية جديدة لكل من أبحاث الجليد والجليد البحري”. جليد البحري معقد بشكل خاص ، لأن الليزر يجب أن يقيس الفرق بين سطح الجليد وسطح المحيط ، والذي يمكن أن يكون على بعد بضعة سنتيمترات”.

تفاصيل عمل المهمة الجديدة

سوف يدور القمر الصناعي “ICESat-2” على مسافة تقدر بـ 500 كيلومتر فوق سطح الأرض حاملا لأداة تسمى نظام مقياس الإرتفاع عبر الليزر الطبوغرافي أو اختصارا (ATLAS).

يصدر نظام (ATLAS) باستمرار أشعة الليزر و التي سيتم تقسيمها إلى ستة حزم منفصلة . و سترتد هذه الحزم من سطح الجليد في نمط شبكي. حيث ستفقد معظم الفوتونات في أشعة الليزر ، لكن حزمة صغيرة منها ستعود إلى القمر الصناعي الذي بدوره يقيس مدى هذه الرحلة في دقة أقرب الى المليار من الثانية.

وقالت “دنيا دوغلاس-برادشو” التي أشرفت على تطوير الأداة : “يعمل نظام (ATLAS) أساسا مثل ساعة التوقيف . حيث يقوم بإطلاق 10000 نبضة في الثانية ، مع وجود فوتونات تبلغ تريليون في كل مرة. حيث في كل مرة يتم إطلاق أشعة الليزر يبدأ تشغيل ساعة التوقيف.” ثم يقوم العلماء بتحويل الوقت إلى مسافة ، ويحسبون ارتفاع السطح في ذلك الموقع.

و في حين أن الكثير من القيمة العلمية لمهمة “ICESat-2” تكمن في أداة الليزر ، الى أن مدارها فوق الأرض يعتبر أيضا مهم للغاية. و سوف تحلق المركبة الفضائية من القطب إلى القطب ، لكنها ستسلك مسارا محددا بعناية.

وقال “دوج ماكلينان” ، الباحث في مركز غودارد التابع لوكالة ناسا : “تم تصميم المدار الخاص بحيث بعد 91 يومًا ، وهو ما يماثل 1.387 مدارا حول الأرض ، تقوم المركبة بتكرار العملية”. “هذا يسمح للبعثة بدراسة نفس قطعة الأرض في كل من الفصول الأربعة”.

ومن المقرر إطلاق المركبة الفضائية من قاعدة فاندنبرغ الجوية في كاليفورنيا في 15 سبتمبر ، خلال نافذة إطلاق تفتح في الساعة 12:46 بتوقيت غرينتش وتغلق الساعة 15:20 بتوقيت غرينتش. و سيكون إطلاق “ICESat-2” هو آخر رحلة لصاروخ “دلتا II” التابع لشركة “يونايتد لانس آليانس”، و الذي حقق أكثر من 150 عملية إطلاق على مدار 30 عامًا تقريبًا.

بعد الإطلاق ، سيراقب الفريق “ICESat-2” لفترة شهرين للتأكد من أن كل شيء يعمل بشكل صحيح قبل أن يبدأ في جمع البيانات العلمية. ومن المقرر أن تستمر المهمة لمدة ثلاث سنوات ، على الرغم من أن المركبة الفضائية ستحمل ما يكفي من الوقود لإمكانية العمل لأكثر من 10 سنوات ، إذا اختارت ناسا تمديد مهامها.

وبمجرد أن تبدأ المركبة الفضائية ملاحظاتها ، سيتاح للعلماء الوصول إلى ثروة من البيانات الجديدة حول الصفائح الجليدية للأرض وكيفية تغيرها بمرور الوقت.

وكالة الفضاء الأوروبية تطلق القمر الصناعي “Aeolus” في مهمة لرسم خريطة لرياح الأرض

المصدر